الأربعاء، 2 يوليو 2008

دورة اخلاقيات العمل الصحفى فى هيئة الاذاعة البريطانية ( الجزء الثانى )

الدعاية والانحياز
- Aالمقابلة الصحافية
ما المقابلة؟
لو فكرت قليلاً ستكتشف أن الكثير من الأخبار التي تُبث عبر القنوات الإذاعية أو التليفزيونية أو تُنشر في الصحف نتجت في الحقيقة عن مقابلة ما.بداية من المعلومات الواردة في التصريحات الرسمية، مروراً بتلك التي صدرت عن أشخاص لا يحبون الكشف عن هوياتهم، وانتهاءً ببعض التسريبات التي قد تحدث خلال الجلسات الخاصة؛ كل هذه المعلومات التي قد تكون حسّاسة ومهمة ليست إلا نتاج المقابلات.فالمقابلة لقاء يطرح فيه صحافي أسئلة على شخص آخر (الضيف) بهدف كشف النقاب عن الحقائق أو الآراء أو العواطف.تختلف المقابلة اختلافاً كبيراً عن الحديث العادي الذي لا يكون له هيكل أو هدف محدد بوضوح في الغالب. فالمقابلة يجب أن يكون لها هيكل وهدف واضحان.
متطلبات المقابلة:
عندما يجري الصحافي مقابلة فإنه يكون بمنزلة الوسيط في صفقة تجارية. هو وسيط معلومات، عليه بذل أقصى جهد لتوفير البضاعة التي يحتاجها الزبائن.وبصورة أوضح إن فن المقابلة هو فن استخراج الخبر أو المعلومة من فم صاحبها بطريقة مفهومة وواضحة لدى الجمهور المستهدف. وتبقى مسألة تصديق ما يُقال من عدمه موكلة للجمهور.وعبر المقابلات الصحافية الجيدة يمكن للصحافي، الوسيط، أن يناقش وجهات نظر أصحاب السلطة والنفوذ نيابة عن المجتمع. وأن يطالب هؤلاء بالرد على انتقادات ونقاشات عامة وتساؤلات تشغل الجمهور. وهكذا فقط يمكن أن يصدق القول إن الإعلام الحر أحد ركائز الديمقراطية في المجتمع.
لتتم المقابلة بصورة جيدة يجب أن تتحقق المتطلبات التالية:
- أن ينحي الصحافي جانباً مصالحه الشخصية وآراءه وأحكامه المسبقة.- أن يدرك أن المقابلة ليست أداة للتشهير كما أنها ليست نافذة للدعاية (مهما كانت الأهداف نبيلة في الحالتين؛ أي مهما كان واضحاً أن الضيف فاسد أو يسيء إلى المجتمع في حال التشهير، أو أن يكون الضيف أحد ضحايا انتهاكات حقوق الإنسان مثلاً في حال الدعاية؛ في الحالتين لا يجوز الانحياز رغم ما قد يبدو من نبل الغايات).- الصحافي لا يدين بالولاء إلا لجمهوره.- أن يتذكر بالتالي أن يوجه الأسئلة التي يرغب الجمهور، العادي البسيط، في توجيهها للضيف لا أن يعقّد الأمور ويطيل الأسئلة ويستعرض المعلومات ويخرج عن حدود اهتمامات أغلبية الجمهور.- أن يجمع ما يكفي من المعلومات عن موضوع الحوار وعن الضيف، ليتمكن من توجيه أسئلة في صلب الموضوع وضمن تخصص الضيف وحدود صلاحياته.- أن يتحلى بالصبر والقدرة على الاستماع رغم احتمال اختلافه مع ما يُقال.- أن يجمع بحرص ومهارة بين الأدب والاعتداد في التعامل مع الضيف. أي ألا يبالغ في تبجيله والترحيب به، ولا يسرف في انتقاده ومقاطعته بصورة جارحة.- أن يتمكن من اللغة التي يدير بها الحوار ليتسنى له التعبير عن أفكاره بسهولة واختصار.- أن يسعى للحصول على معلومات أكثر من السعي لتوضيح آراء ومواقف؛ فالمقابلة الناجحة هي التي ينتج عنها خبر.قد يؤدي الالتزام بما سبق إلى إجراء مقابلة جيدة، لكنه لا يضمن ذلك. فثمة إجراءات يجب استيفاؤها لضمان إجراء المقابلة الجيدة؛ سواء فيما يتعلق بـ الإعداد للمقابلة، أو إجراء المقابلة، أو ما بعد المقابلة.
الإعداد للمقابلة:تحديد الهدف من المقابلة هو أمر يرتبط بأسئلة عدة؛ منها: هل أحتاج إلى معلومات أم أحتاج إلى موازنة آراء عبر استضافة من يعكس وجهة نظر مخالفة؟وثمة أسئلة أخرى يجب أن يجد الصحافي إجاباتها قبل الشروع في إجراء مقابلته، وخطوات ضرورية يجب القيام بها؛ مثل:- تحديد المدة الزمنية أو المساحة المسموح بها للمقابلة: هل هي لنشرة أخبار قصيرة، أم لبرنامج وثائقي، أم لبرنامج حواري في حال كنت تعمل لوسيلة مسموعة أو مرئية؟ وهل المطلوب منها مجرد تصريحات سيتم تضمينها في سياق تغطية أو قصة خبرية متكاملة، أم المطلوب نشرها بمفردها كاملة على مساحة صفحة، أو نصف الصفحة، أو مساحة أقل، في حال كنت تعمل لوسيلة مطبوعة أو موقع إلكتروني.- إجراء البحث الكافي لحصر أسماء محتملة. احرص على اختيار من يملك الإجابة عن ما ستطرحه من أسئلة.- الاتصال بالمرشحين حسب أفضليتهم بشكل منظم. والتأكد من استمرار شغلهم لمناصبهم، واستمرار تمتعهم بالمؤهلات التي من أجلها اتصلت بهم، ثم التأكد من إلمامهم بالموضوع.- التأكد من اقتناعهم بإجراء المقابلة، وموافقتهم على الإطار العام، لها حتى لا تحدث مفاجأت على الهواء أو أثناء التسجيل. - اطلب منهم تأمين الحصول على المعلومات (أو المواقف السياسية) اللازمة لجعل المقابلة مفيدة للجمهور.- تأكد من إلمامك بتفصيلات المقابلة كلها.- تأكد من الإجراءات اللوجيستية والفنية (اتصال عبر الأقمار الاصطناعية، أو توافر الكاميرات، جهاز التسجيل، وغيرها).- تأكد من موافقة مشرف النشرة أو البرنامج أو الصفحة أو القسم وإلمامه بكل ما سبق (يُفضل تسجيل المعلومات كتابة بطريقة منظمة لتفادي سوء الفهم والخلاف).
إجراء المقابلة:- اعلم أن من وافق على أن يكون ضيفاً ربما فعل ذلك لغرض في نفسه. تسلح بالشك دائماً، واسأل نفسك لماذا وافق؟ ماذا يريد أن يقول؟ وماذا يريد أن يخفي؟ حتى الأكاديميين ومن يسمون بالخبراء أحياناً ما تكون لهم أجندة سياسية أو أهداف خاصة. - احرص على الترحيب بود إن كانت المقابلة وجهاً لوجه.- لا تعتمد على أسئلة مكتوبة. يمكنك فقط تحضير السؤال الأول لأنك لا تعلم كيف سيسير الحوار. احتفظ بورقة بها معلومات وأخرى بها رؤوس أقلام.- استمع جيداً للإجابات. أظهر ذلك للضيف عبر تدوين ملاحظات عما يقول.- شاهد تعبيرات وجه الضيف إن كان ذلك ممكناً، ستستفيد كثيراً مما تنقله إليك من رسائل.- حاول أن تربط بين ما قاله، بالنص، وبين الأسئلة التي تريد منه الإجابة عنها.- يجب أن تكون الأسئلة قصيرة ومحددة، أي لا تحمل أكثر من معنى، وبسيطة لكي يفهمها الجمهور.- تجنب الأسئلة التي قد تكون إجابتها بنعم أو لا فقط، إلا إذا كنت تريد مثل هذه الإجابة. أفضل الأسئلة هي التي تبدأ بأدوات التساؤل البسيطة: من، كيف، ماذا، لماذا، أين، ومتى؟- لا تفاجأ بإجابة قصيرة مثل نعم فقط أو لا فقط... بادر بالرد بسؤال مثل: ولماذا؟- لا تسأل أكثر من سؤال في وقت واحد، أي لا توجه سؤالاً من شقين. فمعظم الضيوف يتجاهلون أحد السؤالين، إما عن عمد، أو عن طريق السهو. - عند الاستشهاد بمقولة أو معلومة تأكد من دقتها، ومن قدرتك على البرهنة على صحتها، وأن تستخدمها كما هي بالنص.- لا تقاطع إلا عند الخروج عن حدود الإجابة، أو عند البدء بتسجيل مواقف لا علاقة لها بالمقابلة. لكن إن قاطعت يجب ألا تتراجع.- لتسهيل المقاطعة يمكنك الإشارة باليد أو بتعبيرات الوجه لتشجع الضيف على الصمت للحظات تسمح لك بالمقاطعة.- لا تسمح للضيف بتوجيه أسئلة. فعلى سبيل المثال قد يتفادى وزير المالية الإجابة عن سؤال يتعلق بتبريره لقرار زيادة أسعار الوقود، بأن يوجه لك سؤالاً مثل: "وماذا تقترح أنت للتعامل مع أزمة الديون الخارجية؟". في هذه الحال رد بأدب: "أعتقد أنك أقدر مني على الإجابة، أنا هنا فقط لتوجيه الأسئلة التي تعبر عن هموم نسبة كبيرة من الجمهور".- لا تشجع الضيف بعبارات مثل "نعم نعم أو هه هه. كل هذه الأمور تُفسد التسجيل وتجعل من المستحيل استخدام مقتطف نظيف من كلام الضيف في حال العمل للإذاعة والتليفزيون، كما أنها تمثل انحيازاً واضحاً لمواقف الضيف أياً كانت الوسيلة الإعلامية التي تعمل لها.- التزم بالوقت المحدد، وإن شعرت بأن الوقت يمضي من دون الإجابة عن أهم التساؤلات؛ غيّر خطة المقابلة وبادر بالأسئلة الأهم قبل نفاد الوقت.
ما بعد المقابلة:- في حال المقابلات المسجلة (إذا كنت تعمل لوسيلة مسموعة أو مرئية). تأكد من صلاحية التسجيل قبل أن تغادر المكان أوقبل أن يغادر الضيف الاستديو أو قبل أن تغلق الخط.- في المقابلات التليفزيونية تأكد من أن المصور حصل على اللقطات الفنية الكافية للمونتاج من الموقع.- في حال كنت تعمل لوسيلة مطبوعة أو إلكترونية تأكد في كل الأحوال من صلاحية التسجيل الذي أجريته.- عند صياغة المقابلة للنشر في الوسائل المطبوعة أو الإلكترونية احرص على أن تضع أهم الحجج التي نتجت عن المقابلة في المقدمة وفقاً لأهميتها الموضوعية، فليس من المقبول أن ترتب فقراتك وفق ترتيب طرح الأسئلة وتلقي الإجابات.
صعوبات المقابلة:إن الوقت في العمل الصحافي محدود. كما أن الضيوف المراد إجراء المقابلات معهم قد يترددون في الإفصاح عن المعلومات أو الإعراب عن آرائهم أمام الصحافي. وهذان العاملان من شأنهما ممارسة مزيد من الضغط على الصحافيين المكلفين بإجراء المقابلات. فإجراء المقابلات فن يمارسه الكثيرون ويجيده القليلون.
لكنْ سواء أُجريت المقابلات عبر الهاتف أو وجها لوجه، وسواء أُجريت مع رؤساء دول أو مواطنين عاديين، فإنها فن يجب على كل صحافي أن يجيده.
وثمة الكثير من الصعوبات التي قد تواجهك عند إجراء المقابلة؛ ومن تلك الصعوبات أن بعض الضيوف يضعون شروطاً مسبقة للموافقة على إجراء المقابلة؛ مثل:• الحصول على الأسئلة مكتوبة قبل المقابلة بوقت كاف.• إجراء مقابلات في الوقت نفسه، أو في البرنامج نفسه، أو في الصفحة نفسها، مع ضيوف آخرين/ أو عدم إجراء مقابلات مع ضيوف آخرين في البرنامج أو الصفحة نفسها.• إجراء المقابلة حية فقط (ربما يضمرون في أنفسهم نية تغيير مواقفهم على الهواء أو ربما لايثقون في قدرة القناة على بث ما سيقولونه إن كانت مسجلة).• إجراء المقابلة مسجلة فقط (للتدخل في مسار الأسئلة والمقاطعة واشتراط الحذف في المونتاج).• عدم حذف أي جزء؛ أي بث المقابلة كاملة.• الحصول على نسخة من المقابلة ودراستها قبل البث أو النشر، وربما طلب حذف اجزاء معينة منها.• اشتراط عدم التسجيل خلال المقابلة إن كانت لوسيلة مطبوعة.• إجراء المقابلة حية في وقت غير مناسب لجدول الوسيلة الإعلامية.أو غيرها من الشروط
وفي المجمل يجب أن تبذل أقصى جهد لتجنب الالتزام بأي من هذه الشروط السابقة. فبعضها قد يجعل من عملك الصحافي صعباً أو ربما مستحيلاً. حاول استخدام الإقناع وليس الرفض القاسي، قل مثلاً: "أنا أتفهم موقفك، لكنك تعلم أن سياسة القناة/الصحيفة لا تسمح بذلك...". أو "لا أستطيع أن أعدك، ربما أحاول إقناع رؤسائي، ولكن عليك افتراض أن هذا الشرط غير مقبول...".وكن على علم أن رفضك للشروط ربما سيؤدي إلى خسارة المقابلة. إذن عليك الموازنة بحرص وذكاء بين المصلحة المترتبة على إجراء المقابلة وبين الخسارة المترتبة على الالتزام بأحد الشروط.لكن إن قررت، أو قررت إدارة الوسيلة التي تعمل لها، الموافقة على مثل هذه الشروط، فيجب أن تلتزم بها. إذ إن خرق الاتفاق هو خرق فادح لقيم العمل الصحافي الرشيد.
إن فشلت في الحصول على الضيف المناسب بسبب رفضه المشاركة أو وضعه شروطاً تعجيزية، ففي كثير من الأحيان عليك إبلاغ المشاهد أو المستمع أو القارئ بذلك الرفض موضحاً سببه بصراحة وشفافية.
إن مهارات إجراء المقابلات تزداد تدريجياً مع التجربة. وبالممارسة ستمتلك القدرة على توقع المشكلات، لا بل توقع إجابات الكثير من الضيوف. لكن حاول قدر الإمكان اكتشاف الوجوه الجديدة؛ أي لا تعتمد فقط على الأسماء المستهلكة التي تفقدها كثرة ظهورها الصدقية لدى الجمهور.

-Bأنواع المقابلات:
لا يقتصر إجراء المقابلات الناجحة على أسلوب واحد بعينه. فالأسلوب الأفضل هو الذي يختلف باختلاف الضيف وموضوع المقابلة والهدف منها.
إذا كان الهدف استقصاء حقائق معينة ولم يتمكن الصحافي من الحصول على إجابات مرضية، فإن المقابلة تكون قد باءت بالفشل. أما إذا كان الهدف الترفيه وتسليط قليل من الضوء على شخصية الضيف، كما هو الحال في مقابلات النجوم أو الشخصيات المرموقة، فإن عدم الكشف عن الحقائق لا يعتبر إخفاقا.
إذا كان الصحافي قاسيا أكثر من اللازم في توجيه الأسئلة إلى ضيف غير واثق من نفسه، فإن ذلك لن يحظى بإعجاب الجمهور. وأيضا إذا كان الصحافي لينا أكثر من اللازم مع ضيف صارم أو عسير، فإن المقابلة تعتبر مخيبة للآمال.
فيما يلي عدد من أنواع المقابلة الصحافية، مع توضيح للعوامل التي تسهم في نجاحها.
1- المقابلة المعلوماتية
تعد المقابلة المعلوماتية النوع الأساسي من المقابلات؛ وهي مقابلة يسعى الصحافي من خلالها إلى جمع الحقائق، ولا يمانع الضيف في تقديمها؛ على غرار:
• حريق دمر مبنى في وسط المدينة. مدير دائرة الإطفاء يصف الحادث.• رياضية تصف كيف تتدرب قبل خوض بطولة قادمة.• مسؤول في مصلحة الضرائب يفسر الطريقة الجديدة للمطالبة باسترداد فائض ضريبي.
في هذه الأمثلة، لا تعتبر الحقائق إجمالا موضوع جدل، ولو أن بعض الجوانب المثيرة للجدل قد تُطرح في مقابلة أخرى مع ضيف آخر. ليس ثمة تضارب في المصالح بين الصحافي والضيف: لا فائدة للأخير من التستر على المعلومات، ولا داعي لأن تكون لهجة الصحافي مشككة أو معادية. بل على نقيض ذلك، يجب أن تكون اللهجة ايجابية ومشجعة، خاصة إذا كان الضيف صغيراً في السن أو محدود الخبرة أو منقبض النفس، كما هو الحال إذا كان قد شاهد لتوه حادثاً أو مأساة.
"بالنسبة إلي، المقابلة ليست منافسة بين متصارعيْن؛ أنا أسعى للحصول على الإجابات. المقابلة إجمالا هي عملية تنقيب عن المعلومات." - جون سنو، أخبار القناة الرابعة، بريطانيايمكن أن نطلق على هذه المقابلة "مقابلة معلوماتية". الهدف منها هو كشف النقاب عن أكبر قدر من المعلومات الدقيقة ذات العلاقة في الوقت المتاح.
والضيوف الذين تُجرى معهم مقابلات من هذا القبيل يشملون:• شهود عيان.• أفراد شرطة.• رجال الإطفاء.
الأسئلة الموجهة إليهم هي من قبيل:• مَنْ؟• ماذا؟• أين؟• متى؟• كيف؟• لماذا؟
تعتبر المقابلات المعلوماتية أساساً للعمل الصحافي برمته؛ فهي المادة الخام لمصنع الأخبار. وهي عادة لا تحظى باهتمام المستمعين أو المشاهدين أو القراء، اللهم إلا في حالات الأخبار العاجلة عندما تكون عملية جمع الأخبار حية على الهواء. أما في غير هذه الحالات الاستثنائية فعادة ما تخضع هذه النوعية من المقابلات لعملية مونتاج قاسية لاستخلاص المعلومات الخام. وقد يقرر المسؤولون عدم بث أو نشر بعض هذه المقابلات على الإطلاق، مكتفين ببث أو نشر المعلومات التي وردت بها، إما عبر نص يقرأه المذيع، أو عن طريق المراسلين في الميدان، أو ضمن تغطية متكاملة للحدث وعلى هامشها في حال الصحافة المطبوعة.
2- مقابلة الرأي
بدلا من الاستماع إلى أشخاص وهم يسردون المعلومات أو يعددون الحقائق، فإن الأكثر متعة وإثارة الإطلاع على مشاعرهم تجاه قضية معينة.إن هدف مقابلة الرأي هو التعرف إلى آراء الضيف.
قد يكون الضيف أي شخص له رأي ذو قيمة عن قضية معينة من قبيل:• شخص له علاقة مباشرة بالقصة أو الخبر.• سياسي أو موظف حكومي أو عضو في جماعة ضغط معنية بالقضية.• مواطن عادي لا علاقة له بالقضية لكن له رأي في الموضوع.
تصور كيف يمكن التعامل مع الأخبار الثلاثة التي تمت الإشارة إليها في المقابلة المعلوماتية من منحى مختلف:
• حريق دمر مبنى في وسط المدينة.--- السكان يصفون مأساتهم بعد تشريدهم من منازلهم.• رياضية تصف مشاعرها تجاه فرصة نجاحها، بينما تستعد لخوض بطولة قد تحسم أمر مستقبلها.• دافعو الضرائب يعربون عن غضبهم من الطريقة الجديدة المعقدة لاسترداد فائض ضريبي.
تتميز أسئلة هذا الصنف من المقابلات بأنها تتعمق في الموضوع أكثر من المقابلات المعلوماتية البسيطة كما يتضح في الأمثلة التالية:
• ماذا كان رد فعلك بعد إطلاعك على الخبر؟• هل كان له تأثير فيك؟• ما رأيك في سياسة "س" من الناس؟• هل توافق / لا توافق؟• ما مقترحاتك البديلة؟• ما رأيك في الإجراءات البديلة الواجب اتخاذها؟• ما الإجراء الذي تنوي أنت اتخاذه؟
3- استطلاع آراء الجمهور (Vox Pop)
قد يبحث الصحافيون أحيانا عن آراء عامة الناس، أو رأي "رجل الشارع" حسب التعبير الأمريكي، أو "الراكب على متن حافلة في حي كلابهام اللندني" وفقا للتعبير الإنجليزي العامي.
لما كان رأي شخص واحد لا يمثل آراء الجميع، فإن الصحافيين في وسائل الإعلام المختلفة يسعون إلى الإطلاع على آراء حوالي اثني عشر شخصا، ثم يختارون عينة منها، ويُخضعونها لعملية المونتاج أو الاختصار، قبل بثها أو نشرها لتقديم فكرة عامة موجزة عن آراء شريحة من الجمهور.
تُعرف هذه المقابلات القصيرة باستطلاع آراء الجمهور أو (Vox Pop) بالإنجليزية، وهو تعبير مشتق من اللاتينية معناه "صوت الشعب".
يعتبر استطلاع آراء الجمهور مفيدا بصفة خاصة عندما يكون العديد من الناس على استعداد للإعراب عن رأي مباشر في قضية ما. ونادرا ما يتمخض هذا النوع من الاستطلاع عن آراء مثيرة للاهتمام إذا كانت القضية معقدة أو غريبة أو فنية للغاية. ولكنها تصلح للموضوعات الفكاهية. ومن الأمثلة على الأسئلة المطروحة في استطلاع آراء الجمهور:
• ما مدى كفاءة نظام النقل العام؟• كيف تنوي التصويت في الانتخابات؟• منْ يحظى بإعجابك أكثر من غيره من بين الشخصيات البارزة في المجتمع؟
من الأهمية بمكان أن يُطرح السؤال الأول نفسه على الجميع. وقد يطرح الصحافي فيما بعد، إنْ اقتضى الأمر، أسئلة إضافية (مثلا: لماذا؟). ويجب أن يكون السؤال الأول، بطبيعة الحال، سؤالا مفتوحا يتطلب إجابة لا تقتصر على نعم أو لا.
استطلاعات آراء الجمهور تمثل أسلوبا مناسبا لإضفاء صبغة محلية على الخبر. فعلى سبيل المثال، إذا حظرت الحكومة التدخين في الأماكن العامة، يمكن الاستفسار عما إذا كان سكان بلدتك يؤيدون أو يعارضون ذلك الحظر.
يجب أن يتضمن الاستطلاع آراء أوسع شريحة ممكنة من السكان. وإذا كانت القضية تهم أقلية من الناس، يجب التوجه إلى مكان تلك الأقلية: الجامعة حيث ارتفعت الأقساط الدراسية، أو الحضانة حيث ارتفعت تكاليف العناية بالأطفال.
4- المقابلة العاطفيةتعتبر المقابلة العاطفية وثيقة الصلة بمقابلة الرأي.
ففي الإذاعة والتليفزيون، تتضمن أكثر البرامج متعة فقرات يعرب فيها الأفراد عن عواطفهم للمستمعين أو المشاهدين الذين يستطيعون تفهم الغضب أو الأسى أو الفرح أكثر من تفهم وجهات النظر والحقائق البحتة. وفي الصحافة المطبوعة، وخاصة المجلات، يهتم الجمهور بالمقابلات التي تسعى إلى كشف عواطف الضيوف، وخاصة إذا كانوا من المشاهير.
مما يدعو إلى الدهشة أن الكثيرين مستعدون للكشف عن عواطفهم لجمهور كبير. وربما يسهم الحديث إلى وسائل الإعلام في التخفيف من آلامهم، أو إحياء ذكرى شخص عزيز عليهم، أو تعميم قضية يسعون إلى إيجاد حل لها، أو إلحاق العار بشخص يحملونه مسؤولية المصاب الذي ألم بهم.
في هذه الحالات، يجب ألا يتدخل أو يتطفل الصحافيون بل أن يلزموا الصمت إذ إن الوقت ليس مناسبا للمقاطعة أو طرح الأسئلة التطفلية. إنما يتطلب الأمر تشجيع الضيف على مواصلة الحديث بتحريك الرأس باتجاهه وإبقاء النظر مسلطا عليه.
من الأسئلة البديهية (التي غالبا ما تُطرح) "كيف تشعر؟".
يبدو هذا السؤال للعديد من الناس سؤالا ينم عن عدم الإحساس ("لقد توفي زوجي ودُمر منزلي، فكيف تعتقد أنني أشعر؟".
لعل الأسلوب الأفضل هو توجيه الأسئلة التي لا تتعدى طلب الحقائق ("ماذا حدث؟" أو "ماذا تفعل الآن؟"). فإذا رغب الضيف في الإفصاح عن عواطفه فإنه سيفعل ذلك. أما إذا لم يرغب في ذلك، تكون أنت قد أبديت ضبط النفس وقللت من جرح شعوره.
تذكر أنه لا يحق لك التطفل على عواطف الآخرين دون إذن مسبق.
إذا طُلب منك مغادرة المكان، يجب عليك أن تلبي الطلب.
لكنْ يجب ألا تغفل مسؤولياتك التحريرية. عندما تُثار حفيظة الناس، من المحتمل أن يدلوا بقول قد يكون مسيئا لسمعة الآخرين. ففي أعقاب وقوع مأساة ما، ثمة خطر حقيقي من أن يسعى الضيوف إلى البحث عن شخص يلقون باللائمة عليه.ولذلك، فإن السماح لهم بتوجيه اتهامات لا أساس لها من الصحة قد تؤدي إلى إحالتك إلى القضاء، أو إلى عزلك من عملك.
5- مقابلة المواجهة
مع أن الصحافيين يعتبرون المقابلة مناسبة للكشف عن الحقائق، فإن الضيوف قد يختلفون في رؤيتهم للأمور. وفي الواقع، غالبا ما يوافق البعض على الرد على أسئلة الصحافي دون أن تكون لديه نية حقيقية في الكشف عن معلوماته أو مشاعره. وهم يأملون في ألا يكون الصحافي صارما في توجيه أسئلته كي يتمكنوا من إعطاء الانطباع بأنهم صريحون ومخلصون دون الإفصاح عن معلومات تُذكر.
تصور الحالات التالية:
• مرت ثلاثة أيام منذ أن أسفر اصطدام قطار عن مصرع ستة أشخاص دون أن تقدم الهيئة المسؤولة تفسيرا لسبب الحادث.• تلقت شركة أجهزة كهربائية مبالغ من مئات الزبائن دون تزويدهم بمشترياتهم.• رجال الإطفاء يصوتون للإضراب عن العمل، مطالبين بزيادة في الأجور، بالرغم من إدراكهم أن الإضراب لا بد وأن يسفر عن وفاة بعض المواطنين.• لم يتلق المتقاعدون مستحقاتهم التقاعدية منذ شهرين دون أي تعليق من الحكومة.
في كل من هذه الحالات، يحق للصحافي أن يطرح الأسئلة التي يود عامة الناس طرحها، والتي لهم كامل الحق في معرفة الإجابات عنها. أما إذا كان الضيف الذي تُطرح عليه الأسئلة مصمما على تفادي الإجابة عليها، بالرغم من موافقته على المشاركة في المقابلة، فإن ذلك يؤدي إلى مقابلة مواجهة.
هذه المقابلة، في أقصاها، تشبه استجواب محام لشاهد في محكمة. ولذلك، ربما لا يثير الدهشة أن العديد من الصحافيين الذين يمارسون هذا الصنف من المقابلات قد تأهلوا في مجال المحاماة.
من المقابلات الشهيرة في تلفزيون بي بي سي، مقابلة كرر فيها المذيع السؤال نفسه سبع عشرة مرة على أحد الوزراء لاعتقاده أنه لم يتلق إجابة مرضية.
مع أن هذا المثال غير عادي، فمن المناسب أن تُعنى جميع الأسئلة في مقابلة المواجهة بالقضية نفسها. ويسهم التحضير المستفيض في إعداد عدد من الأسئلة المحددة من قبيل:
• اسمح لي أن أُجمل النقاط الرئيسة...هل توافق على ذلك التفسير للأحداث؟• أنت قلت "س" – لماذا تقول الآن "ص"؟• هل لك أن تفسر لماذا قلت ذلك؟• لماذا قال زميلك ذلك الذي يبدو مغايرا لما تقوله لي الآن؟• الرجاء أن ترد على السؤال...
قد تخفق مقابلة المواجهة بعد فترة قصيرة في تحقيق هدفها. وربما يتخذ المشاهدون أو المستمعون موقفا معاديا من المذيع إذا شعروا أنه لا يعامل الضيف بالإنصاف اللازم. إذن من المهم أن نلتزم بـ "قوانين الاشتباك".على المذيع أن:• يكون حازما ومثابرا في مسعاه للحصول على إجابات عن أسئلته.• يحاول الإلحاح على الضيف إذا أحجم عن الرد على سؤال.• يطرح الاتهامات والانتقادات مباشرة على الضيف.• يضمن للضيف فرصة معقولة للرد على أي انتقادات أو اتهامات.• يلزم الهدوء وضبط النفس.• يُجري البحث المستفيض في الموضوع؛ إذ إن الأخطاء تُظهر المذيع أو الصحافي بمظهر الغباء.
على المذيع أو الصحافي آلا:• يطرح الأسئلة الإيحائية التي تثبت أن له وجهة نظر معادية تجاه الموضوع من قبيل "متى توقفت عن ضرب زوجتك؟".• يفقد أعصابه.• يتخذ موقفا منحازا مع الضيف أو ضده.
يجب ألا يُستخدم أسلوب المواجهة إلا في الحالات التي تبرر استخدامه.
6- المقابلة الاعتراضية
مقابلة المواجهة، عندما تصل إلى حدودها القصوى فإنها قد تتحول مقابلة اعتراضية، أو مقابلة اعتراض السبيل، أو بالإنجليزية (Doorstep)، التي تعني حرفيا "عتبة الباب". ويقصد بالمقابلة الاعتراضية تلك المقابلة التي تُجرى مع شخص لا يرغب في الرد على الأسئلة، سواء على عتبة باب منزله أو مكتبه أو سيارته أو في الشارع أو في مكان آخر لا علاقة له بموضوع المقابلة.
قرار السعي لإجراء مقابلة مع شخص أكد أنه يرفض الكلام، أو مع شخص لم تطلب منه الرد على أسئلتك من قبل لأنك تشك في موافقته على طلبك، يجب أن يكون قائما على مبررات تحريرية سليمة.
يُتخذ ذلك القرار عادة:• لأن الشخص المعني بالأمر متهم بارتكاب جنحة أو سلوك مسلك لا يصب في مصلحة المجتمع.• لأنه رفض مرارا الدعوة لإجراء المقابلة.
انتبه إلى أن اعتراض السبيل يعتبر عملا تطفليا وعدوانيا، وفي حال كنت تعمل لوسيلة مسموعة أو مرئية، فإنه قد يعطي جمهور المشاهدين أو المستمعين الانطباع بأن الشخص المعني يود التستر على شيء ما.وقد يتمكن "الضحية المظلوم" من الجدل بأن مثل هذه المقابلة تسيء إلى سمعته. من ناحية أخرى، يجب أن نثبت لجمهورنا أننا بذلنا كل جهد ممكن لعرض جميع جوانب الخبر.
7- المقابلة التحليليةحيثما توجد آراء وتفسيرات متضاربة، من المفيد الاستعانة بشخص قادر على تفسير القضية أو الموضوع بصورة إجمالية.
تهدف المقابلة التحليلية إلى تلخيص وشرح الجوانب المختلفة ووضعها في سياق تاريخي وسياسي أوسع.
المتحدث أو الخبير هو عادة شخص "ودود" مثل:• مراسل متخصص في الموضوع (مثلا الدفاع).• مراسل ذو خبرة مطلع إطلاعا وثيقا على الموضوع أو الخبر.• أكاديمي أو خبير خارجي. قد يُطلب من الخبير أو المراسل الإعراب عن رأيه استنادا إلى خبرته في الموضوع أو القضية قيد البحث. على سبيل المثال:
المذيع: "ماري (Mary) – ما تقييمك لتصريحات المقدم بشأن تعزيز الفرقة المدرعة في باجارات (Bajarat)؟"الخبيرة: "من المثير للاهتمام أن يشير المقدم إلى ذلك، يا جيم (Jim)، لأن هذا يملأ فجوة في معرفتنا لتحركات الجيش في تلك المنطقة ويساعدنا في تفهم أهدافه الأعم. إن هذا يلمح بقوة إلى أن الجيش يدرس احتمال شن عملية كبرى في المنطقة الشمالية الشرقية..."
في مثل هذه الحالات (ولكن ليس بالضرورة في جميع المقابلات التحليلية)، يتعاون المذيع والخبير في وسائل الإعلام المسموعة والمرئية من أجل إنجاح المقابلة التحليلية. فالمذيع يطرح الأسئلة التي يرغب المشاهدون أو المستمعون في معرفة الإجابات عليها بينما يحاول الخبير أن يقدم تلك الإجابات. ويُعرف هذا الصنف من المقابلات أيضا بالمقابلة الثنائية (Two-Way) أو سؤال وجواب (Q&A)، وقد يكون الصنف الوحيد الذي من المناسب فيه أن يقترح الخبير الأسئلة التي يود أن يطرحها المذيع عليه. ومن الضروري مناقشة مجالات الخبرة والاتفاق عليها مسبقا. فمن غير المنطقي أن يطرح المذيع سؤالا لا يقدر "الخبير" على الرد عليه. من الأمثلة على أسئلة المقابلة التحليلية:• لماذا حدث هذا؟• ما معدل وقوع هذا الحدث؟• ما الأسباب المحتملة؟• ما الخلفية؟• ما تأثير الحدث؟• منْ يُحتمل أن يتأثر بالحدث؟• ما سيحدث نتيجة للحدث؟• ما الإجراءات التي كان من الممكن اتخاذها للحيلولة دون وقوع الحدث؟في حال كنت تعمل لوسيلة إعلام مطبوعة أو إلكترونية، فإن المقابلة التحليلية تحظى بفرص أكبر لكي تكون أكثر فاعلية. فستكون لديك الفرصة لإعادة طرح أسئلتك، وصياغتها بالشكل الذي يحقق أقصى فائدة للجمهور، كما ستتعرف خلال المقابلة على مناطق القوة الحقيقية لدى الضيف ومن ثم يمكنك التركيز عليها.
8- المقابلة الترفيهية
من أهم أنواع المقابلة الترفيهية ما يمكن تسميته مقابلة الشخصية (Personality) أو البروفيل (Profile)، التي تسعى إلى تسليط الضوء على شخصية الضيف وحياته الخاصة.
عادة ما يكون الضيوف نجوما أو شخصيات مرموقة، وفي بعض الأحيان أفرادا عاديين قد تكون لهم أحيانا قصص مشوقة يحلو الاستماع إليها.
لا يوجد حد تقريبا للأسئلة التي يمكن طرحها. وغالبا ما يتم الكشف عن معلومات مفيدة من خلال الأسئلة المتعلقة بالحياة الخاصة للضيف:
• أين ترعرعت؟• كيف كان والداك؟• ما البلدة أو المدينة التي تعتبرها مكان إقامتك الرئيس؟• ما الذي تفعله الآن، ولماذا؟• كيف ترفه عن نفسك؟• أطلعني على معلومة لا يعرفها الناس عنك.
مقابلة الترفيه أو الشخصية، في أقصاها، هي مقابلة النجم.
تُطرح على النجوم الأسئلة نفسها المرة تلو الأخرى. ولذلك كلما كان سؤالك متميزا وغير عادي كلما ارتفع احتمال حصولك على رد مثير للاهتمام. ويكمن السر، كما هو الحال في جميع المقابلات، في الإصغاء؛ فثمة احتمال في أن يصدر عن الضيف قول يثير الدهشة ويؤدي، إنْ تابعته، إلى حديث شيق.
لا يوافق العديد من النجوم على المشاركة في مقابلات، إلا إذا كانوا يرغبون في الترويج لكتاب أو فيلم. ولذلك يبدو أولئك النجوم مصممين على عدم الإفصاح للمذيع/الصحافي عن أي معلومات تخص حياتهم الشخصية. وفي هذه الحال، كل ما يأمل المذيع/الصحافي في تحقيقه هو إجراء المقابلة على نحو يدخل المتعة إلى نفوس المستمعين أو المشاهدين

-Cالمؤتمر الصحافي
ما المؤتمر الصحافي؟
- يُسمى أحياناً المؤتمر الإخباري أو News Conferences، وهو أحد أهم مصادر الأخبار؛ خاصة في ظل انتشار ظاهرة المتحدثين الرسميين للحكومات والدول والمنظمات السياسية وغير السياسية.- هو وسيلة مناسبة لتمرير الأخبار والمواقف لعدد كبير من الصحافيين في وقت واحد. فهو مقابلة تجمع المتحدث (وهو عادة شخص مسؤول وقد يكون رئيس الدولة نفسه) مع عدد كبير من الصحافيين. غير أن الفارق بينه وبين المقابلة أن المؤتمر الصحافي عادة ما يبدأ ببيان يريد منظم المؤتمر تمريره قبل أن يسمح بتلقي الأسئلة من الصحافيين.- عقب الحوادث الكبرى؛ مثل الكوارث الطبيعية، تسهل المؤتمرات الصحافية نقل المعلومات بسرعة وطمأنة الجمهور، أو على الأقل إبلاغه بما جرى، وما هو مقرر عمله.- تخفف المؤتمرات الصحافية الضغوط النفسية على بعض شهود العيان الرئيسين أو بعض الضحايا بدلاً من أن يخاطب هؤلاء كل صحافي على حدة.- انتبه إلى أن الكثير من المؤتمرات الصحافية يعقدها سياسيون أو منظمات بهدف الترويج والدعاية لبعض المواقف السياسية أو للرد على مواقف سياسية أخرى.- سمحت تكنولوجيا الاتصالات بنقل الكثير من المؤتمرات الصحافية على الهواء مباشرة مع ما يتضمنه ذلك من فرص ومخاطر تحريرية وفنية.
قبل المؤتمر الصحافي- كن انتقائياً وفكر جيداً فلا يجب أن تكون "زبوناً"ً دائماً لكل مؤتمر صحافي.- ركز على نقل المعلومات التي ترد خلال المؤتمر، خاصة الأخبار الجديدة التي تُعلن لأول مرة. لذلك عليك دراسة الملف جيداً.- تعرض لخلفية القضية وتاريخها وسياقها، أي لا تكتفي بالمؤتمر الصحافي. فالمؤتمر ما هو إلا مظهر من مظاهر القضية محل البحث، وربما أراد منظمو المؤتمر من عقده حرف الانتباه عن المظاهر الأخرى.- أضف إلى معلومات المؤتمر معلومات من أطراف أخرى في القضية... تذكر قواعد الحياد.- قد تحضر المؤتمر لأسباب أخرى مثل لقاء شخص ما يصعب لقاؤه (ربما المتحدث في المؤتمر) لسؤاله عن قضية أخرى.- أو قد تحضر المؤتمر لتوجيه سؤال أو أسئلة عن قضية أخرى مهمة تشغل حيزاً من الجدل في أوساط الرأي العام.- قبل انعقاد المؤتمر، أو خلاله، أو حتى بعده، يجب أن تظل تسأل نفسك هذا السؤال: ما الخبر؟ فالخبر ليس هو المؤتمر.- طبق على مضمون المؤتمر الصحافي قواعد انتقاء الأخبار من حيث التغيير والتأثير والتقارب.- ثم طبق ما قيل عن تبرير (تقديم) الخبر للجمهور، عبر الشرح قبل المؤتمر وبعده لأهمية الخبر وتأثيره في حياتهم اليومية.
مثال:"وزير الموصلات يعلن في مؤتمر صحافي عن بيع شبكة النقل المحلية في المحافظة لشركة أجنبية مقابل 200 مليون دولار سيتم إنفاقها لتحسين الخدمات المحلية الأخرى".المعلومات التي سيقدمها هي: تاريخ التسليم، حجم الصفقة، اسم الشركة المشترية، لماذا يعتبر القرار مفيداً للمجتمع، لكنه سيترك أسئلة أخرى من دون إجابات ربما يحتاج الجمهور إلى الإجابة عنها؛ مثل:• ماذا سيحدث لرسوم (تعرفة) استخدام وسائل الموصلات المختلفة؟ هل سترتفع؟• هل سيتم إدخال وسائل جديدة؟ (مترو أنفاق مثلاً).• ماذا سيطرأ على الخدمة الحالية من تغيير؟ (حافلات جديدة أو خطوط جديدة أو إلغاء بعض الخطوط العاملة).• هل الهدف من البيع زيادة دخل المحافظة أم الوزارة؟• هل مبرر البيع أن الشبكة كانت تخسر أم أن الخدمات كانت سيئة؟• هل سيتم الاستغناء عن بعض العاملين؟• هل سيتم تعميم التجربة في منطاق أخرى؟ ومتى؟• لتطبيق ما قيل عن التحري عن خلفيات الموضوع ولتطبيق قواعد الحياد عليك بالرواية الكاملة: • توجه إلى منظمات حماية المستهلك إن وُجدت، أو إلى قدامى العاملين في هيئة النقل أو القيادات النقابية. سيقدم لك هؤلاء:o مزيداً من المعلومات عن تفصيلات الصفقة.o رؤية مغايرة عن الأسباب الحقيقية لإبرامها.o توقعاتهم الخاصة بما سيحدث في المستقبل.o معلومات عن ما يقومون به بالفعل لاحتواء أي آثار سلبية.• وبصفة عامة، كل من له مصلحة أو سيعاني من ضرر يصلح للتعليق.• إضافة إلى الطرفين الأساسيين (أصحاب المصلحة ومن سيقع عليهم الضرر) عليك كذلك بـ:o استطلاع رأي أحد خبراء النقل عن توقعاته لما سيحدث وتحليله لأسباب الصفقة.o رأي الشارع بعد أن يكون على دراية كافية بما هو متاح من تفصيلات.o التحري عن الشركة الأجنبية، وهل لها مشروعات أخرى في البلاد أو في المحافظة أو في بلدان قريبة؟o هل شهدت بلدان مجاورة أو قريبة تجارب مشابهة؟
أثناء المؤتمر الصحافي:يمكنك تطبيق ما سبق قبل حضور المؤتمر أو بعده، وقد قدم لنا المثال السابق تصوراً عن كيفية جمع المعلومات اللازمة لتقديم "قصة خبرية" أوسع نطاقاً من مجرد تغطية المؤتمر الصحافي. غير أن لحضور المؤتمرات الصحافية طقوساً ومتطلبات، منها:¡ إجراء البحث اللازم عن كل الزوايا المحيطة بموضوع المؤتمر قبل التوجه إلى هناك.¡ تسلح بمحاور للأسئلة مثلما هو الحال بالنسبة إلى المقابلات.¡ ركز على تلك الأقرب للجمهور فقد لا يسمح الموقف إلا بسؤال واحد فقط.¡ توجه مبكراً إلى مكان انعقاد المؤتمر.¡ ابحث عن موقع مناسب للجلوس أو للتصوير.¡ اختبر أجهزتك فربما تحتاج إلى بطاريات أو إلى تبديل كلي... فلا يزال هناك وقت للتصرف.¡ في القاعات المتخصصة توجد أجهزة أو مخارج عامة للحصول من خلالها مباشرة على الصوت... اسأل عنها لضمان جودة الصوت.¡ ابحث عن أي بيانات مكتوبة، ربما يتم توزيعها قبل المؤتمر، فهي قد تعينك على تغيير مسار المحاور التي أعددتها سلفاً.¡ قدِّم نفسك إلى القائمين على تنظيم المؤتمر للحصول على المزيد من المعلومات؛ مثل متى سيبدأ المؤتمر؟ وما المدة المتوقعة؟ وهل سيحضر المتحدث فقط أم سيحضر معه آخرون؟¡ اطلب إجراء مقابلة شخصية مع المتحدث بعد انتهاء المؤتمر.¡ افتح حوارات مع زملائك الصحافيين، واستطلع أسباب حضورهم، وماذا يتوقعون.¡ عندما يبدأ المؤتمر، استمع جيداً، ودوِّن ملاحظاتك، ولا تعتمد فقط على إمكانية الاستماع إلى التسجيل لاحقاً.¡ فكِّر ملياً فيما قيل... وفكِّر أكثر في ما لم يأت المتحدث على ذكره.¡ دون ملاحظات خاصة تتعلق بتساؤلاتك، وابرز في ملاحظاتك الكلمات المحورية في المؤتمر والبيانات والأرقام والمعلومات المحددة.¡ حدد عدة اسئلة لتوجيه أحدها، وانتظر دورك، وانتبه لربما سأل صحافي آخر أفضل الأسئلة أو ربما طُرح سؤال لم يحظ بإجابة شافية... يمكنك الاستفادة من كل ذلك لاحقاً.¡ إن كنت واثقاً من إجراء مقابلة شخصية (ولو سريعة) مع المتحدث، ادخر أفضل الأسئلة لمقابلتك الخاصة، فسؤالك إن كان محورياً سيتحول خبرا. وبالطبع أنت لا تريد أن يستفيد منه الآخرون.¡ يجب أن يكون سؤالك خلال المؤتمر الصحافي قصيراً وواضحاً، ويجب أن يهدف إلى:o توضيح o شرح o كشف عنصر خبري لم يتم التطرق إليه خلال المؤتمر.¡ احرص على تسجيل صوتك واضحاً وأنت تسأل إن كان ذلك ممكناً. وإن أمكن اطلب من المصور توجيه الكاميرا نحوك خلال السؤال بشرط ألا يؤدي ذلك إلى خسارة الإجابة.¡ تذكر وأنت تسأل أنك تعمل لصالح الجمهور... فلا تخش المتحدث، ولا تأخذك النجومية لتوجيه أسئلة لا يفهمها الجمهور ولن يستفيد من الإجابة عنها.¡ إن سنحت الفرصة لتوجيه أسئلة محورية تهم الجمهور وتخرج عن نطاق موضوع المؤتمر، لا تتردد فقد تتحول إلى نجم المؤتمر إن تمكنت من تغيير مساره لصالح القضايا الأكثر جدلاً في المجتمع. لكن احذر من التعرض للإحراج.¡ إن اختُتم المؤتمر بدون الإجابة عن عدد من التساؤلات التي قد تشغل الجمهور فلا ضرر من محاولة متابعة المتحدث وهو يخرج من القاعة وتوجيه سؤال له بصوت عال.¡ في جميع الأحوال (حتى إن تجاهل الرد) فستخرج بموقف، أما إن توقف وبدأ في الرد فستكون نجحت في أمرين:o تحويل الموقف إلى صالحك وصالح مؤسستك الإعلامية.o الحصول على ردود على الأسئلة التي تشغل بال الجمهور.
بعد المؤتمر الصحافي:¡ اتصل على الفور بزملائك في غرفة الأخبار أو الديسك المركزي لإبلاغهم بالخطوط الرئيسة، فقد ينتج عن المؤتمر خبرٌ عاجل أو مانشيت.¡ قد يجد المسؤولون عن غرفة الأخبار في حال كنت تعمل لإذاعة أو تليفزيون مبرراً لإجراء مقابلة فورية معك لتشرح للجمهور مضمون المؤتمر.¡ وقد يُطلب منك إرسال الأشرطة مع السائق والتوجه إلى مكان آخر لمتابعة تغطية الموضوع.¡ إن كنت تعد تقريراً تليفزيونياً لا تغادر الموقع قبل إنهاء اللقطات المطلوبة وإجراء الـ Piece To Camera.¡ في حال كنت تعمل لوسيلة مطبوعة أو إلكترونية فكر جيداً في القصة الكبيرة التي ستتضمن أهم تفصيلات المؤتمر، واحرص على استيفاء الخلفية والسياق، واسع فوراً إلى المصادر المعنية إذا كانت القصة تحتاج موازنة لبعض الآراء

مهارات العمل التليفزيوني وتقنياته
§
الكتابة للصورة
§ التقرير التلفزيوني
§ التقرير التلفزيوني الميداني
§ المصطلحات التليفزيونية الإخبارية
§ إنتاج النشرة

الكتابة للصورة
تظل الكتابة للصورة الهم الرئيس و الشغل الشاغل للصحافيين التليفزيونيين. الجميع يعترف بأنها مهارة ليست هينة، و إتقانها و التمكن منها يحتاج عملاً دؤوباً لسنوات. و رغم تعدد و تنوع طرق بناء الموضوعات الصحافية و إدخالها في السياق الجذاب للمتلقين؛ فإن عالم الصحافة التليفزيونية يظل محكوماً، لحسن الحظ، ببعض المعايير الموحّدة التي يساعد الإلمام بها على تسهيل مهمة الصحافيين التليفزيونيين الجادين في إيصال الحقيقة بصورة مبتكرة.ثمة أشكال خبرية عديدة تظهر على الشاشة أو يقرأها المذيع، و لكل شكل من هذه الأشكال سمات تحريرية مختلفة، و السطور التالية تتناول بعض ما يظهر على الشاشة من مادة يتم تحريرها بصورة مسبقة؛ و هي:- الأخبار المقروءه فقط (مذيع فقط من دون أي صور)- الأخبار المصاحبة لصور ثابتة أو جرافيكس- الأخبار المصاحبة للصور و التي يقرأها المذيع
• الأخبار المقروءة فقط: (Read Only)هي ظاهرة ربما تنفرد بها التليفزيونات العربية. فمهنتنا مهنة الصورة، و كل ما هو من دون صورة يعني تلقائياً أنه غير تليفزيوني. لكن عادة ما يلجأ الصحافيون التليفزيونيون إلى هذا النوع من الأخبار في حالة الأخبار العاجلة، أو الأخبار التي يضطرون إلى التعامل معها كالأخبار الرئاسية أو السيادية، و التي ترد في اللحظات الأخيرة بحيث لا يتسنى في الوقت المتاح إعداد مادة فيلمية أو جرافيكس مناسب لها. إن اضطررت إلى تحرير هذه النوعية من الأخبار عليك الانتباه إلى أن هناك ثلاثة عناصر: المذيع الذي سيجد نفسه متورطاً في الظهور أمام الكاميرا ليقرأ فترة طويلة من الزمن من دون توقف. و المشاهد الذي سيمل مشاهدة المذيع، و قد يفقد الاهتمام بالمشاهدة لأن التليفزيون قد تحول إلى إذاعة. و الرسالة التي فقدت فرصة الوصول بطريقة أكثر جاذبية. لذلك عليك بالاختصار، فيجب ألا تزيد مدة أي من هذه الأخبار بأي حال عن 25 ثانية أي 50 كلمة باللغة العربية.
• الأخبار المصاحبة لصور ثابتة أو جرافيكس (CAP or SS)لا تختلف هذه النوعية من الأخبار كثيراً عن السابقة في أنها أخبار تناقض بطبيعتها العمل التليفزيوني القائم على استخدام المادة الفيلمية. غير أن معظم الإخباريين التليفزيونيين في العالم لا يجدون مفراً من اللجوء إلى استخدام هذه الأخبار في عدد من الحالات التقليدية:- أخبار الزيارات المتوقعة أو المؤتمرات الصحافية المهمة جداً و التي لم تحدث بعد. فمن المنطقي إن أردت إبرازها في نشرة الأخبار أن تستخدم صورة الأشخاص المعنيين بالزيارة أو المؤتمر الصحافي.- تصريحات صحافية أدلى بها أشخاص لهم علاقة رئيسة بخبر كبير فتحولت تصريحاتهم أخباراً. لكنهم كانوا قد أدلوا بهذه التصريحات للصحافة المكتوبة أو لوكالة أنباء و ليس للتليفزيون. من المنطقي إن اضطررت إلى إبراز هذا الخبر أن تستخدم صورة الشخص الذي أدلى بالتصريح.- الأخبار المهمة المتعلقة بمناطق نائية لايسهل، و لن يسهل، الحصول منها على صور، و لا يمكن إغفالها. و هنا تُستخدم عادة خريطة المنطقة.- الأخبار العاجلة التي يُتوقع وصول صور لها لكن لا يمكن انتظارها، مثل الانفجارات أو الحرائق الكبرى أو حوادث سقوط الطائرات أو اختطافها.التصنيف السابق يحدد معظم حالات اللجوء إلى الجرافيكس في خبر يُقرأ من جانب المذيع. و لكن رغم منطقية اللجوء إلى الجرافيكس فهناك فرصة لأن تجعله أكثر جاذبية و أن تقلل من حجم الضرر الناتج عن استخدام الصورة الثابتة في التليفزيون.قواعد استخدام الجرافيكس: - الجرافيكس هو بديل المادة الفيلمية و بالتالي يجب أن يكون واضحاً و محدداً لينجح.- أن يكون مرتبطاً بشكل مباشر بالخبر و بالتحديد بالكلمة التي سيظهر عندها. فليس من المنطقي أن تقول كلمة نيويورك في وقت تظهر فيه صورة لمبنى الأمم المتحدة؛ إذ إن العقل الباطن للمشاهد يتوقع في هذه اللحظة أن يرى خريطة نيويورك. كما أنه ليس مفيداً أن تستخدم خريطة جمهورية مصر العربية للحديث عن انفجار في مصنع بالسويس، فالمشاهد يتوقع من الجرافيكس أن يضيف إلى معلوماته لا أن يرى من خلاله خريطة صماء بينما محل الخبر غير واضح. اجتهد لتوضح مدينة السويس و لتجعل الجرافيكس أكثر تفصيلاً.- الالتفاف على خبر تصريحات مهمة بأن تقوم بإبراز نقاط رئيسة من هذه التصريحات مكتوبة على الشاشة بجوار صورة الشخص المعني و معها عنوان يلخص الخبر. احرص على أن يتوافق ظهور كل نقطة مع قراءة المذيع للنص المتعلق بها.- حوادث سقوط الطائرات أو اختطافها من الحالات النموذجية لاستخدام الجرافيكس. حاول فوراً التأكد من المعلومات، و تحديد موقع إقلاع الطائرة و نوعها، و إلى أي خطوط تنتمي، و المدينة التي كانت متوجهة إليها، و المدينة التي سقطت أو اختُطفت بالقرب منها. كل هذه العناصر تجعل من الخبر جاهزاً كي يظهر على خريطة متحركة تبرز المعلومات للمشاهد. في الواقع حتى بعد وصول صور حطام الطائرة أو صور الطائرة المخطوفة رابضة على أرض أحد المطارات؛ يظل استخدام الجرافيكس لتوضيح المعلومات الأولية أمراً حتمياً حتى ترضي فضول المشاهد.
• الأخبار المصاحبة للصور و التي يقرأها المذيع (OOV or LVO)Out Of Vision /or/ Live Voice Over ، و تسمى في بعض التليفزيونات العربية فيديو.هي النوعية الأكثر شيوعاً في كثير من التليفزيونات العربية. ربما لا يدرك القائمون على تحرير هذه الأخبار أنها أحياناً أصعب بكثير من إعداد التقارير التليفزيونية. فالخبر كي يصبح (فيديو أو OOV) جيدا يجب أن تنطبق عليه مجموعة من الشروط:- ألا تزيد مدته (المقدمه مع الفيديو) على 35 ثانية أي 70 كلمة عربية.- ألا يتم تكرار الخبر مرتين، مرة في المقدمة و مرة في جسم الفيديو.- أن يكون الربط بين الجزئين سلساً من دون استخدام كلمة : "فقد...".- أن تعبّر كلمات الجزء الثاني عن الصور لا أن تصفها.- أن يتم إبراز عنصر خبري أو اثنين فقط بشكل واضح.- أن يتم انتقاء صور الجزء الثاني بعناية لتعبّر عن الحدث.- مراعاة تعديل الصور قليلاً بعد عدد من النشرات إن كانت القناة تعمل على مدار الساعة.- ألا تُترك الصور على الهواء بعد انتهاء النص، أي يجب القطع على المذيع مباشرة.مثال:[PRESS IN VISION]بدأت قبل قليل رسمياً الهدنة التي تم الاتفاق عليها في مدينة النجف بين القوات الأميركية و أنصار الزعيم الشيعي مقتدى الصدر، و التي من المقرر أن تستمر ثلاثة أيام.[OOV NEXT]و تقول القوات الأميركية التي سيطرت على وسط المدينة إنها اعتقلت خمسة و سبعين ممن تشتبه في أنهم يمدون ميليشيات الصدر بالسلاح. و نُقل عن مسؤولين في قطاع الصحة في النجف أن حصيلة القتال الذي دار خلال أسبوع بلغت نحو مائتي قتيل و أكثر من ألف و خمسمئة جريح.[CUT BACK to PRESS IN VISION]بصفة عامة يجب أن تحتوي المقدمة على المعلومة الأساسية التي تجسد "الخبر"، و المدة المثالية لها هي نحو ثلث مدة الخبر كاملاً. أما الجزء الثاني فكما ترى من المثال يحتوي على عنصرين خبريين و مشهدين فقط: الاعتقال و حصيلة القتلى، لاحظ أن العنصرين لهما صلة بالمقدمة، أي أنهما ترتبا على بداية الهدنة. و لاحظ أن محرر الخبر تمكن من إدخال بعض المعلومات بين السطور مثل: "... التي سيطرت على وسط المدينة..." و "... القتال الذي دار خلال أسبوع...". لقد أجاب هذا الخبر عن عدد من التساؤلات المتعلقة بالحدث و كذلك المتعلقة بخلفياته القريبة. لكن من الصعب على خبر بهذا الحجم أن يجيب عن تساؤلات لها صلة بالسياق العام لما يجري في النجف أو في العراق بصفة عامة. و لو كان خبراً إذاعياً لكان من الممكن إضافة الجملة التالية:"يُذكر أن الزعيم الشيعي الشاب مقتدى الصدر يقود معارضة مسلحة للوجود العسكري الأجنبي في العراق منذ أكثر من أربعة أشهر

التقرير التلفزيوني
تعاني الصحافة التليفزيونية بصفة عامة من ظاهرة تدني درجة الانتباه بشكل كبير لدى المشاهدين. ففي المتوسط لا يمكن أن تحافظ على انتباه مشاهد أمريكي أكثر من أربعين ثانية. ربما يكون المشاهد العربي أكثر صبراً، لكن التنافس الشديد بين الفضائيات العربية من جهة و بينها و بين التليفزيونات الحكومية من جهة أخرى يجعل من الصعب تخيل بقاء مشاهد عربي مشدوداً أمام نشرة إخبارية واحدة. عليك إذن أن تهدف إلى إبقاء ذلك المشاهد أمام شاشتك لأطول فترة ممكنة. و لن يتحقق ذلك إلا بالعمل على تقديم أكبر كم ممكن من المعلومات الدقيقة و الجديدة في قالب جذاب و بسيط يفهمه المشاهد. و يعطي قالب التقرير التليفزيوني فرصة كبيرة للصحافيين التليفزيونيين لإنجاز عمل متكامل يمكن أن يحظى باهتمام أكبر قطاع من المشاهدين.
• مقدمة التقرير: INTRO/ or / CUE من طبيعة الاسم، المقدمة "تقدم" التقرير. أي أنها تبرر للمشاهد أسباب وجود التقرير، كما أنها تقوم "بالترويج" للتقرير أو "تجذب" المشاهد للبقاء أمام الشاشة و متابعة التقرير. ببساطة لأنه يتوقع المزيد من الإثارة في التقرير.المقدمة إذن التي يقرأها المذيع قبل بداية التقرير التليفزيوني تقوم بتسويق التقرير كما يقوم الإعلان بالتسويق للبضائع. و بالتالي أسوأ المقدمات هي تلك التي تسرد النقاط الأساسية في التقرير و "تحرقه" قبل أن يبدأ. كما أن العكس تماماً لايجعل من المقدمة أفضل حالاً، فالمقدمة منبتة الصلة عن التقرير تجعل المشاهد يحاول أن يربط بينها و بين الموضوع و يستغرق ذلك عادة العشر ثوان الأولى من التقرير، و بالتالي أنت تغامر بفقدان انتباه المشاهد خلال بداية التقرير لأنه منشغل بالربط المنطقي بين المقدمة و بين التقرير، هذا إن واصل البقاء أمام الشاشة أصلاً. و لأنها "تبرر" التقرير فيجب أن تحتوي على معلومة أساسية لها علاقة بالخبر. أي أنها تجيب عن السؤال الأول لدى أي مشاهد: "لماذا هذا الموضوع جدير بالاهتمام؟"، و باختصار يجب أن تحافظ المقدمة على عدد من المعايير:- أن تكون إخبارية؛ أي تحتوي على معلومة تبرر الموضوع.- أن تكون مبتكرة؛ أي أن تقدم المعلومة بصورة جديدة مختلفة عن الخبر العادي لأنها تمهد لتقرير من المفترض أن يقدم المزيد.- أن ترتبط بالتقرير , و لا سيما بالجزء الأول منه لكنها يجب أن تتجنب تكرار ما سيرد في الجزء الأول (الخطأ الشائع في التليفزيونات العربية).- ألايكتفي المشاهد بالاستماع إليها بمعنى ألا تغني عن التقرير.- ألا تزيد مدتها على 25 ثانية بأي حال. (يحتاج ذلك الأمر منك إلى الكثير من المهارة أثناء صياغة المقدمات).- أن تتضمن القليل من الغموض الإيجابي؛ بمعنى أن تثير فضول المشاهد للبقاء بأن تجعله يوقن بأن التقرير يحتوي على الكثير من الإجابات عن الأسئلة التي مازالت تدور في ذهنه.- أن يتم تطويرها و إعادة صياغتها باستمرار إن كنت تعمل في قناة إخبارية تبث على مدار الساعة. فليس هناك أسوأ من المقدمة المكررة حتى لو كُتبت بعناية. و ربما تجدر الإشارة هنا إلى سبب آخر أساسي للتطوير هو تلاحق و تسارع الأخبار بحيث أصبح من الصعب بقاء المقدمة الإخبارية صالحة لمدة طويلة خاصة في حالة الموضوعات الخبرية الساخنة.مثال على مقدمة جيدة:[PRESٍS IN VISION] بعد معارك دامت أسبوعاً، و خلّفت نحو مائتي قتيل و أكثر من ألف و خمسمئة جريح؛ أُعلن في النجف عن هدنة مؤقتة بين القوات الأميركية و ميليشيات جيش المهدي التابعة للزعيم الشيعي الشاب مقتدى الصدر. غير أن ماتشهده المدينة من اعتقالات قد يؤدي إلى انهيار سريع للهدنة. (من النجف تقرير سيد سيد...)[VT NEXT]و هنا قد يبدأ التقرير بعدة احتمالات و هو أمر يتوقف على الصور المتاحة. لكن يُفضل أن يبدأ بما يلي:
"حتى قبيل سريان الهدنة المتوقعة في النجف، بدأت القوات الأميركية التي تسيطر على قلب المدينة، حملة اعتقالات لمن تعتقد أنهم من أنصار مقتدى الصدر....".أو"اعتقالات بالعشرات نفذتها القوات الأميركية المسيطرة على قلب مدينة النجف لمن تعتقد أنهم القوة الدافعة لحركة المعارضة المسلحة التي يقودها الزعيم الشاب. مقتدى الصدر لم يكن بمنزله عندما اقتحمته قوة عسكرية أميركية قبيل سريان الهدنة بأقل من ساعة...".
لاحظ هنا الربط المنطقي بين المقدمة و أولى فقرات التقرير، و لاحظ كذلك أن المقدمة أثارت رغبة المشاهد، ربما، في معرفة لماذا قد تؤدي الاعتقالات إلى انهيار الهدنة. بداية المقدمة جاءت غير تقليدية، حاولت أن تبرز أهمية الهدنة (لأنها تأتي بعد أسبوع من المعارك أدت إلى مقتل نحو مائتين و جرح أكثر من ألف و خمسمئة).
في الموضوعات السياسية البحتة مثل المثال السابق قد يصعب الإبداع في كتابة المقدمة أكثر من ذلك. لكن بالتأكيد في الموضوعات الاجتماعية و الثقافية و الرياضية و ما شابه، يمكنك أن تحلق في آفاق رحبة للكتابة غير التقليدية.
مثال:انطلقت في أم درمان فعاليات ماراثون النيل الخامس عشر تحت رعاية وزير الرياضة ...، و من المقرر أن تتوقف حركة السير في شوارع المدينة خلال فترة الظهيرة لتسهيل تحرك المتسابقين. و سوف يُمنح الفائزون الثلاثة الأول ميدالية النيل و تذاكر سفر لحضور أولومبياد أثينا.
من الممكن أن تكون القصة شيقة... لكن ما رأيك لو حاولت تغيير نمط الكتابة قليلاً.
من أم درمان إلى أثينا يتطلع الأوائل الثلاثة لماراثون النيل الذي يبدأ بعد ظهر اليوم. بالإضافة إلى تذاكر السفر لحضور الألعاب الأوليمبية، سينال كل منهم ميدالية النيل. سكان أم درمان يمكنهم الاستمتاع بمتابعة السباق فشوارع المدينة ستُغلق خلال الظهيرة.
إعداد التقرير
عندما سُئل الرئيس الأميركي الأسبق وودرو ويلسون عن المدة التي يحتاجها لإعداد خطاباته، أجاب : "الأمر يعتمد على مدة الخطاب... إن كان عشر دقائق، أحتاج أسبوعاً. إن كان خمس عشرة دقيقة قد أحتاج ثلاثة ايام... و إن كان لنصف الساعة يتطلب الأمر يومين من الإعداد... أما إن كان الخطاب مدته ساعة، فأنا مستعد الآن...".ربما قد يجد الرؤساء مشكلة حقيقة في التعبير عن أفكارهم في المدة المُفترضة للتقرير التليفزيوني، التي يجب ألا تزيد عن 3 دقائق. و يعكس ذلك حقيقة أنه كلما احتاجت الفكرة للتوضيح في دقائق معدودة، كلما احتاجت لمزيد من الجهد لإعدادها بصورة مرضية، و بالطبع كلما ازدادت عملية الإعداد صعوبة و تعقيداً.و هنا يكمن التحدي الذي تواجهه عملية إعداد التقرير التليفزيوني: كيف يمكنك أن تروي موضوعات معقدة لجمهور لا تعرفه و لا تراه، بصورة تجعله مندمجاً و منفعلاً معك في مدة قصيرة جداً لا تتعدى الدقائق الثلاث. لكن لا تتشائم... فمكونات العمل التليفزيوني من صوت و صورة و كلمات، إضافة إلى الوجود الميداني في موقع الحدث؛ تقدم أدوات كافية إن أحسنت استغلالها لتحقيق تلك الغاية. و التقرير التليفزيوني الجيد عليه الإجابة عن تساؤلات المشاهد التالية:• ماذا حدث؟• ما التطورات الأخيرة لما حدث؟• ما القضايا التي يجب عليّ أن أفهمها للربط بين تلك التطورات؟• لماذا يُعتبر ما حدث مهماً؟• و ما الذي يعنيني من كل ذلك؟لكي تنجح في تقديم إجابات عن تلك الأسئلة عليك أولاً أن تلم بها، ثم عليك أن تتمكن من نقلها إلى المشاهد بطريقة جذابة و سهلة.
و فيما يلي يمكن إيجاز مواصفات التقرير التليفزيوني الجيد:- وحدة الموضوع: بمعنى ألا يهدف التقرير إلى بحث أكثر من قضية. لايمكن أن يتناول تقرير من رام الله تطورات الأزمة داخل الحكومة الفلسطينية و كذلك اتهامات الفساد التي يواجهها رئيس الوزراء الإسرائيلي. أحياناً يمكن للمراسل الجيد الربط بين موضوعين فقط إن كانت هناك علاقة عضوية و منطقية بينهما. لكن الاستخدام الشائع لجملة: "من جهة أخرى... أو من ناحية أخرى... أو ميدانياً... أو على الصعيد الإسرائيلي؛ كلها محاولات من الصحافي لتبرير فشله في العثور على موضوع موحد. - الجمل القصيرة تسمح لقارئ التقرير بالتقاط أنفاسه كل 3 – 5 ثواني، و هي المدة نفسها التي يحتاجها المشاهد لالتقاط أنفاسه. فالجمل الطويلة معقدة بطبيعتها، و يصعب مونتاجها، و تجعل المشاهد يلهث، كما أنه من الصعب قراءتها بشكل تلقائي.- ما بين التقاط النفس و الآخر يجب أن تترك الصورة تتنفس. نعم؛ و صوت أنفاس الصورة هو الأصوات الطبيعية المصاحبة لها. لكن احذر من المبالغة في إبراز الأصوات المصاحبة من دون مبرر موضوعي.- التقرير الجيد يجب أن يُقسم إلى أجزاء منطقية أو Sequences؛ كل جزء تراوح مدته ما بين 15 إلى 20 ثانية. و الجزء أو السياق أو الـ Sequence هو إما موضوع واحد أو موقع جغرافي واحد، داخل المدينة نفسها، أو تمهيد لمقتطف صوتي، أو المقتطف الصوتي نفسه. و يساعد هذا التقسيم المشاهد على فهم السياق العام للقصة.- السياق الزمني يجب أن يسير في اتجاه واحد: إما من الأحدث إلى الأقدم أو العكس، و لا يُفضل استخدام الاتجاهين في نفس التقرير.- السياق المكاني يجب أن يسير في اتجاه واضح، أي إن بدأت من موقع ما و اتجهت إلى موقع آخر ربما يمكنك فقط العودة في نهاية التقرير إلى الموقع الأول، لكن بالتأكيد لا يمكنك التحرك أكثر من ذلك.- المقتطفات الصوتية داخل التقرير يجب أن يتم التمهيد لأصحابها في النص بتعريف إلى أي اتجاه ينتمون، و في الصورة بأن نشاهدهم في أماكنهم الطبيعية يمارسون حياتهم اليومية و ذلك قبل أن يبدأوا بالحديث.- استخدام الجرافيكس في التقرير لا يجب أن يعكس بشكل مفضوح نقص المادة الفيلمية بل يجب أن يكون في سياق توضيح معلومات و بيانات من الصعب توضيحها من دون استخدام الجرافيكس (كالأرقام، و الإحصائيات، و نتائج استطلاعات الرأي، و نتائج الانتخابات، أو مسار الطائرة المخطوفة أو التي تحطمت،...).- استخدام الصور الأرشيفية يجب أن يكون في سياق واضح و مُعلن لا أن يخدع المشاهد و يجعله يخلط بينها و بين الصور الحديثة. و سياق الصور الأرشيفية يجب أن يكون في اتجاه واحد، أي أن تستخدمها في موقع واحد لا أن تستخدمها ثم تعود إلى صور اليوم ثم تعود مرة أخرى إلى الأرشيف. ينطبق ذلك على الصور الأرشيفية التي ترجع إلى سنوات مضت أو تلك التي تعود إلى الأسبوع الماضي.- ظهور المراسل في التقرير إن كان ميدانياً يجب أن يكون مبرراً و أن يضيف الكثير إلى شعور المشاهد بروح الموضوع.
عناصر التقرير
رواية القصة
كتابة النص
تركيب التقرير
رواية القصة:
تحديد الموضوع
البناء
الترتيب الزمني
تمثل رواية القصة العنصر الأول من عناصر التقرير، و تشتمل على ما يلي:- تحديد الموضوعقبل أن تبدأ توقف و اسأل نفسك بصراحة: ما الموضوع؟ ما القصة؟ فمن غير المنطقي اختيار أكثر من موضوع داخل التقرير الواحد. فتقرير عن الانفجارات التي شهدها عدد من الكنائس في العراق في يوم واحد لا يمكن أن يتناول كذلك مشاورات بين زعماء القبائل للتمهيد للمؤتمر الوطني المتوقع. عليك أن تكون واضحاً و محدداً في اختيار الموضوع. بالطبع يجب التشاور مع رئيس العمل أو رئيس تحرير النشرة. لكن كن واثقاً من أنه بإمكانك إقناع المشاهد بالتقرير أكثر إن تناولت موضوعاً محدداً. بالطبع بإمكانك الربط بين عدد من العناصر الخبرية إن حدثت مجموعة من الانفجارات في دولة ما لاتربطها أي علاقة، لكن موضوع التقرير في هذه الحالة لن يكون الانفجارات بل سيكون الوضع الأمني. في كل الأحوال عليك أن تسعى جاهداً لضمان وحدة مترابطة للموضوع كي يتسنى للمشاهد فهم ما يجري.هناك أيضاً العناصر الخبرية التي يتضمنها الموضوع. فكل موضوع يتضمن عدداً كبيراً من العناصر الخبرية، و التي قد تتوافر لبعضها الصور و قد لاتتوافر للبعض الآخر. عليك أن تكون حاسماً في استبعاد العناصر الثانوية و تلك التي قد تزيد الموضوع تعقيداً. فمن السهل هنا استبعاد العناصر الخبرية و الفيلمية قبل الخوض في كتابة التقرير. تعدد العناصر يشتت المشاهد و لا يزيد من قيمة التقرير على عكس ما يعتقد البعض. أسوأ التقارير هو ذلك الذي يحتاج إلى أن تشاهده مرتين لكي تفهمه بشكل كامل.
- البناءو يعني هيكل التقرير. إن تخيلت نفسك جالساً في غرفة تروي قصة لجمع من الحاضرين. بإمكانك في هذه الحالة ربما أن تتابع مدى استيعابهم لما تقول. و قد تعتمد في طريقة سرد ما تبقى من القصة على التغذية المرتدة التي توفرها لك ملاحظاتك أو الأسئلة التي قد يوجهونها إليك.في عالم الصحافة التليفزيونية لايمكنك ذلك. عليك أن تجد طريقة منظمة لرواية القصة. البناء الأسهل للتقرير التليفزيوني قد يكون ذلك المعتمد على التسلسل الزمني. لكن الكثير من الموضوعات الخبرية معقد، و لا يمكنك الاستناد في رواية معظم تلك الموضوعات على التسلسل الزمني. من هنا عليك أن تربط بين كل مجموعة من أجزاء التقرير برابط منطقي. من السهل تقسيم التقرير إلى أجزاء مبنية على العناصر الخبرية و على المادة الفيلمية المتعلقة بها. قم بعد ذلك بمحاولة الربط المنطقي بين هذه الأجزاء بحيث تبدو و كأنها ممسكة بأيدي بعضها البعض. يمكنك استخدام منطق اللغة و كلمات مثل: "من ثم... و بالتالي... غير أن... على الرغم من ذلك... بالقرب من هذا المكان... على بعد كيلومترات عدة من... على بعد ساعات من... من أجل ذلك... و هنا يكمن السبب وراء... بعد ساعات من... بعد مرور عام تقريباً على".من ناحية الصورة، حاول أن تبدأ كل جزء بصور ذات صلة بتلك التي اختتمت بها الجزء السابق. - الترتيب الزمنيعادة ما يُقال يجب أن تبدأ التقارير التليفزيونية بالصور الحديثة أو بتلك الأكثر تأثيراً. لكن حقيقة الأمر ليست هذه أو تلك قاعدة ملزمة. ففي كثير من الأحيان قد تبدأ تقريرك بلقطات ليست الأحدث و لا الأكثر تأثيراً لكنها الأقرب إلى البناء المنطقي لموضوعك الذي أنت مقدم عليه. فالزمن خاص جداً بالتقرير. و التقرير الجيد هو الأقرب إلى الفيلم السينمائي الذي يختصر زمنياً مراحل معينة و يستطرد في مراحل أخرى. الهدف هو الحبكة الدرامية الإنسانية. أمثلة:- تقرير مات فراي من إندونيسيا:ميناء أمبون إحدى جزر إندونيسيا... خمسة آلاف شخص يحاولون ركوب سفينة صُنعت لتستوعب خمسمئة... إنه فرار جماعي... لا أحد يرغب في البقاء... لا أحد. ما الذي يدفع هؤلاء إلى رحلة من هذا النوع؟
صور و صوت تفريق الشرطة لتظاهرات
هذا هو السبب...من الواضح أن المراسل هنا لم يبدأ بالصور الأكثر تأثيراً لكنه كوّن بناءً درامياً مؤثراً بما يكفي. إليك مثال آخر:- تقرير ديفيد شوكمان من ألمانيا عن استعدادت قصف "الناتو" لصربيا:من هنا تبدأ الحرب الجوية... قنبلة تزن ألفي رطل تُزود بها طائرة تورنادو في ألمانيا... الهدف هو وقف القوة العسكرية الصربية و إرغام ميلوشوفيتش على القبول بالمفاوضات... بدأت الطائرات مهمتها... ملاحان في كل طائرة... ست قاذفات بالتمام و الكمال... و طائرات أخرى كثيرة مساندة... الأفق ملبد بالمخاطر... و كذلك هي احتمالات الموقف.
يحاول المراسل هنا بناء صورة واقعية للموقع حيث ستبدأ الحرب بعد قليل. الإيقاع الزمني بطيء وصفي لكنه مفعم بالتوتر. تكاد تسمع أصوات الطائرات و أنت تتابع النص. بالطبع الاستخدام الموفق لحركة الكاميرا و الصوت الطبيعي يجعلان النص أكثر تأثيراً.كما يمكنك البناء حول المقتطفات الصوتية؛ بحيث يثير النص سؤالاً يجيب عنه المقتطف الصوتي أو العكس.من المشكلات الشائعة عند بناء النص أن تتم إثارة فضول المشاهد في اتجاه معين من دون الإجابة على التساؤل اللاحق. فمثل المسلسلات الدرامية السيئة التي أحياناً ما تدفع بالمشاهد إلى أن يتساءل: "ثم ماذا جرى لفلان؟ لماذا لم يتمكن من العودة إلى بيته؟" أحياناً ما يرتكب التقرير التليفزيوني الخطأ نفسه، فيعرض معلومة ناقصة ضمن البناء الدرامي. عليك أن تعي ما الأسئلة المنطقية التي قد تدور في ذهن المشاهد و تستخدمها لزيادة جرعة التماسك الهيكلي عن طريق حسن اختيار موقع الإجابة عليها ضمن بناء التقرير. مثال تقرير "المتمردين التائبين" في دارفور: "ما موقف أهالي الضحايا؟ أين سيعيش التائبون؟ و ما الوظائف التي سيشتغلون بها؟".
كتابة النص:

البداية
الجملة الأساسية
الجو العام

تكنيكات الكتابة
كتابة النص هي أكثر عناصر التقرير قرباً من نفس الصحافي؛ لذلك عليك الحرص على التوازن بين طغيان ذلك الجانب النفسي و بين فقدانه.- البدايةابذل الكثير من الوقت و الجهد في اختيار الجملة الاستهلالية. لأن لها تأثيراً كبيراً على المشاهد، كما أنها تساعدك كثيراً على المضي قدماً فيما تبقى من النص. فبالنسبة إلى المشاهد تمثل الجملة الافتتاحية أول علاقة له بالتقرير، و من المهم أن تقنعه بأهمية الحدث و جدية الموضوع بشكل أقرب إلى اهتماماته. احرص في الجملة الافتتاحية على الجوانب الإنسانية و كذلك احرص على الربط بين الجملة الافتتاحية و المعنى الرئيس المطلوب من التقرير. بعض الصحافيين المهرة يتمكن من استخدام الجملة الافتتاحية لحل أزمة نقص الصور، و ليدخل مباشرة في صلب الموضوع. مثال:- تقرير جاستين ويب عن مستقبل الحزب الحاكم في ألمانيا، مستخدما صورة المستشار جيرهارد شرودر و هو يستقل المصعد (صورة غير قوية على الإطلاق):
”جيرهارد شرودر في المقر الجديد لحزبه صباح اليوم... إنه يهم بالصعود، لكن ليس كثيراً إلى أعلى، فحزبه و كذلك الحكومة يواجهان مستقبلاً مجهولاً...".
- الجملة الأساسيةو يقصد بها الجملة التي قد تثير مفاجأة في التقرير أو تشكل تحولاً في السياق. و تساعد هذه الجمل على إكمال البناء الهيكلي للتقرير و تمثل قمة الصعود الدرامي. كما أنها تعيد الانتباه لبعض المشاهدين بينما تبقى عالقة في أذهان كثيرين آخرين. و في السينما يُشار إلى ذلك بالمشهد الرئيس أو the Master Scene؛ أمثلة:مارتن بل يصف خروج القوات الروسية من تشيكوسلوفاكيا: "لقد طال انتظارهم لترحيب لن ينالوه أبدا...".
- الجو العامالصحافي الجيد هو من يتمكن من نقل الجو العام إلى المشاهدين إلى الدرجة التي قد تجعلهم يتذوقون الطعم نفسه و يستنشقون الرائحة نفسها، بل و يشعرون بالرهبة نفسها. مثال: جون سيمسون يصف الحال في بلجراد منذ انتهاء اليوم و حتى قدوم الليل؛ حيث انتظار المزيد من القصف: "صفارات الإنذار تعلن انتهاء الغارات... على الأقل الآن... إنها الخامسة مساءً عندما ترتدي بلجراد ثوباً جديداً... انتهى يوم في حياة سكان المدينة، و ها هم يعودون إلى منازلهم و قد انتهى كذلك الشعور الخادع بأن الحياة تسير على مايرام... يتوقف سير الحافلات عند الثامنة... هذه هي آخر حافلة... مع حلول الظلام تتحول بلجراد إلى مكان آخر أكثر رعباً و وحشة... يتزايد الشعور بالخوف من المجهول؛ فلا أحد يعلم مصيره خلال الليل... و لا أحد يشعر بالأمان؛ فالمدنيون ليسوا بمعزل عن الصراع".
تركيب التقرير أو Packaging:
كلام الصورةالصوت الطبيعيالأرشيفالمقتطفات الصوتيةالتنسيق
- كلام الصورةأبسط قواعد الكتابة للصورة هي: لا تلجأ مطلقاً إلى استخدام أي لقطة لملء الفراغ. لا تكتب كلمة واحدة من دون أن تتأكد من وجود الصور الملائمة. و هذا ما يعني أن تكتب فقط لما لديك من صور.و تتطلب هذه العملية مشاهدة دقيقة لما يتوافر من لقطات/مشاهد، سواء عبر وكالات الأنباء أو عن طريق التصوير في الميدان أو عن طريق المصادر الخاصة. احرص على المشاهدة بتأن و أخذ التفصيلات كاملة مع مدة كل لقطة. تأمل الصور كمشاهد و تساءل عن الموضوع و عن السياق. حاول أن تقسمه فوراً إلى أجزاء منطقية. ثم قم بتخيل كيفية الربط بينها. قم بعد ذلك بكتابة النص مستعيناًَ بالنقاط السابقة عن البناء الدرامي. استخدم أقصر الجمل و أكثرها إيقاعاً. انظر إلى اللقطات و اجعلها ملهماً للكلمات. استمع جيداً إلى الصوت المصاحب و إلى المقتطفات الصوتية. كلها عناصر تلهمك كيفية الربط بين الأجزاء و إيصال الرسالة بصورة متماسكة. لا تتشدد في الاحتفاظ بالكلمات التي تكتبها إن اكتشفت أنها غير مناسبة. اكتب أقل بكثير من مدة الصور المتاحة (أقل من النصف). لا تلجأ أبداً إلى استخدام تصريحات أو مقتطف صوتي كصور لتغطية نص مكتوب.- الصوت الطبيعينحن لا نعيش في عالم صامت. الصوت الطبيعي المصاحب للصور يجعلها أقرب إلى الحياة الطبيعية. و يجعل من الأسهل على المشاهد أن يعايش الجو العام للتقرير. طبق قاعدة النص الأقل يعطي معانِ أكبر Less is more. - الارشيفعند اللجوء لصور الأرشيف تعامل معها بحرص. انتبه إلى ضرورة الإشارة إلى أنها صور أرشيفية. احرص على كتابة التاريخ إن كان له معنى معين. استخدم الصوت الطبيعي المصاحب لصور الأرشيف كلما أمكن، فستجده مفعماً بالحياة و بعبق الماضي. لاتعد إلى الصور الأرشيفية نفسها مرتين في التقرير نفسه.
- المقتطفات الصوتيةاحرص على التمهيد للمقتطفات الصوتية بالنص و بالصور. يمكنك بسهولة بناء نص جيد حول المقتطفات الصوتية عن طريق إكمال المعنى. يتطلب الأمر استماعاً جيداً للمقتطفات و تخيل طريقة مونتاجها مع النص. الجأ من حين إلى آخر إلى تركيب صور ذات علاقة فوق صورة المتحدث لكسر الملل.
- التنسيقتقريرك لن يخرج إلى المشاهد بلا سياق. فهو في نهاية الأمر جزء من نشرة إخبارية متكاملة. قم بالتنسيق مع زملائك، و تأكد من ترتيب التقرير في النشرة. احرص على معرفة الفقرات المرتبطة بتقريرك، و ربما الضيوف المخطط استضافتهم للتعليق عليه. كل ذلك قد يساعدك على رسم سياق التقرير بصورة مختلفة. كن على اتصال دائم مع مشرف النشرة كلما قمت بتعديل في الخط العام للتقرير (إضافة جرافيكس أو صور من الأرشيف).
تذكر أن العمل التليفزيوني ليس إلا نوع من أنواع الصحافة. و ينطبق عليه كل ما ينطبق على العمل الصحافي من معايير: الدقة، و الحياد، و الموضوعية. حاول ألا تهدر طاقتك في عمل تليفزيوني لايدخل ضمن إطار هذه المعايير. و تذكر أن القيمة التي تدين بها إلى المشاهد أكبر و أهم بكثير من أي قيمة مادية أخرى.
نصائح عامة لكتابة نص التقرير و إعداده للبث
• اعتمد الجمل البسيطة القصيرة : طبق قاعدة keep it simple & short، أي، خير الكلام ما قل و دل.• اكتب كما تتحدث، و استخدم العبارات و الجمل المباشرة و البعيدة عن التعقيد، و تجنب الغموض أو المصطلحات الصعبة، و لا تستخدم الجمل الاعتراضية .• استخدم التضاد مثل: "الكل يعلم كيف بدأ لكن لا أحد يعلم كيف سينتهي..."، أو "عندما تغلق الأسواق أبوابها تُفتح أبواب أخرى غير بعيدة عن المكان...".• تجنب الغموض أو المصطلحات الصعبة.• استخدم: "أنت، و... نحن"، و كأنك تخاطب المشاهد، أو تتحدث كفرد من أفراد المجتمع.• استخدم الأرقام في أضيق نطاق و قربها للمشاهد، إن دعت الحاجة. استخدم ربع قرن مثلاً بدلاً من 25 عاماً.• تذكر دائما أنك تكتب للتلفزيون، و أنه وسيلة تتعامل مع الصور في المقام الأول.• استخدم بعض التفصيلات الصغيرة في الصورة لإضفاء الجانب الوجداني على النص. مثل أطفال يأكلون في الشارع، لوحة زيتية في معرض يزوره رئيس، يافطة في تظاهرة.• أن الوقت مهم جدا، حيث التعامل مع هذه الوسيلة الإعلامية يتم بالثواني و الدقائق.• شاهد الصور قبل أن تبادر إلى كتابة النص، و أعد قائمة بالمشاهد الملتقطة، و ميز أقوى اللقطات و الصوت الطبيعي المصاحب للصور.• بعد تعرفك إلى ما عندك من صور، أكتب تعليقك عليها بمقاطع لا يزيد كل منها عن 20 ثانية، بحيث إذا قررت الاستغناء عن أي مقطع لا يؤثر ذلك على وحدة التقرير. • و هذا يعني كذلك أنك ستتمكن من استخدام الفواصل بين مقطع و آخر للتوقف لتلتقط أنفاسك أولا، ثم تدع المشاهد يلتقط أنفاسه من رتابة التعليق ثانيا، و تدع الصور تتنفس، عبر إتاحة الفرصة للصوت الطبيعي المصاحب للصور للظهور بصورة مسموعة، ثالثا.• احرص دائما على البدء بتقريرك باستخدام الصوت الطبيعي المصاحب للصور، لمدة 3 إلى 5 ثوان، قبل أن تبدأ بالتعليق. و استخدم الصوت الطبيعي أيضا لإكمال النص، مثل أن تقدم لمقتطف صوتي قصير جداً و تتركه لإكمال النص ثم تكمل بعده.• حاول ألا تبدأ التقرير بصور من الأرشيف.• يجب ألا يزيد طول التقرير الذي تكتبه عن طول الصور المتوافرة لديك. و الأفضل أن يكون النص أقل من نصف كمية الصور المتوافرة، أي كلما كنت مقتصدا في استخدام التعليق، و ترك الأمر للصور للتحدث عن نفسها و أن تجعلها ملهمة للكلمات، كان ذلك أفضل.• تذكر دائما أن الصحافي التلفزيوني لديه فرصة واحدة لإيصال فكرته لجمهوره؛ فلا تفوتها بذكر ما لا طائل من ورائه و ما كان مبهما.• لاتصف الصور، بل علق عليها، لأن المشاهد يرى ماذا يجري على الشاشة. تجنب مثلا عبارة "و ارتفعت أعمدة الدخان من موقع الهجوم"، مرافقة لصورة الدخان و هو يرتفع.• حاول الالتزام بمدة التقرير المقترحة من مدير تحرير النشرة، حتى يمكن الحفاظ على وقت النشرة و تفادي التجاوز على موادها الأخرى. و التقرير الإخباري المكتوب بمهنية هو الذي لا يزيد طوله عن دقيقتين إلى دقيقتين و نصف الدقيقة، مع استخدام المقتطفات الصوتية.• تجنب التقديم للمقتطف الصوتي بذكر اسم صاحبه و منصبه أو طبيعة عمله، لأن التعريف به سيظهر على شكل كابشن.• يجب ألا يتجاوز طول المقتطف الصوتي 20 ثانية، و عدد المقتطفات في التقرير الواحد 3، كلما كان ذلك ممكنا. • انتبه عند استخدام الجرافكس إلى أنه وسيلة إيضاح، و ليس لسد النقص في الصور. • يجب أن تكون هناك مساحة شاسعة بين الحقائق و الآراء، أي لا تقدم الرأي على أنه حقيقة. فإن المقابلات كفيلة بأن توفر الأرضية للتعليق و الرأي.• في مراحل الكتابة و تركيب الصور في التقرير، استحضر المشاهد و كن مكانه، و أجب عن السؤال: ما الذي يشاهده المتلقي الآن؟ • بعد الانتهاء من كتابة النص، اقرأه بصوت مرتفع، وصولا إلى:
1. التأكد من استخدام اللغة السليمة الخالية من الأخطاء و اللحن و المفردات ذات الحمولات أو الإيحاءات، و كذلك تجنب نسب الصفات و الأدوار من دون مبرر موضوعي لتحافظ على الحياد.2. التأكد من أنك التزمت معايير العمل الصحافي الرشيد: الدقة، و الموضوعية، و الإنصاف و التوازن و الشفافية، و الحياد

التقرير التلفزيوني الميداني
مقدمة
يعد العمل الصحافي التليفزيوني الميداني من أكثر مجالات العمل الصحافي تعقيداً و خطورة من الناحيتين التحريرية و الجسدية. كما أنه يتطلب مهارة عالية و قدراً كبيراً من الحس المرهف و سرعة البديهة و حسن التصرف. فالخطأ في العمل الميداني قد لا يؤدي فقط إلى فقدان التقرير بل قد يؤدي أحياناً إلى فقدان المراسل نفسه. غير أنه من الصعب اعتبار كل المراسلين الميدانيين العرب صحافيين تليفزيونيين. الكثير منهم صحافيون نعم... لكن قلة هي التي تتمكن من تقديم صحافة تليفزيونية بالمعنى الحقيقي.و التقرير التليفزيوني الميداني يختلف عن التقرير التليفزيوني عموماً في ثلاثة أمور رئيسة: أنك أنت المسؤول الأول و الأخير عن المادة المعلوماتية، كما أنك كذلك المسؤول الأول و الأخير عن المادة الفيلمية، ثم إنك تظهر في التقرير بنفسك، مما يتطلب تمكنك من مهارة حوار الكاميرا. فيما عدا ذلك، فإن التقرير التليفزيوني الميداني تنطبق عليه المعايير ذاتها المتعلقة بـ التقرير التليفزيوني؛ مثل: وحدة الموضوع، و وضوح اللغة، و قصر الجمل، و تقسيم التقرير إلى أجزاء منطقية مترابطة، و غيرها.و فيما يلي استعراض متكامل للعناصر الرئيسة التي يجب تحققها عند إعداد التقرير الميداني.
إعداد المادة المعلوماتية:

إجراء البحث العلمي
البناء الأولي للتقرير
إجراء الاتصالات بالمعنيين بالأمر
إعادة بناء خط التقرير
التجهيز اللوجيستي
بلورة الهدف من التقرير
تعد المادة المعلوماتية الدقيقة و المتكاملة القاعدة الأساسية التي يمكن بناء التقرير الميداني عليها؛ و تتضمن تلك القاعدة عدداً من الخطوات على النحو التالي:- إجراء البحث العلمي:لاشك أن أهم خطوات العمل الصحافي هي إجراء البحث العلمي اللازم لضمان الإلمام بشتى جوانب الموضوع و وجهات النظر المختلفة تجاهه. في بداية العمل الميداني لا تملك عادة من المصادر المعلوماتية الموثقة إلا الفكرة، عليك افتراض جهلك التام بالموضوع، أي لا تبدأ بأي افتراضات مسبقة أو صور نمطية. لا تتردد في استشارة من لهم باع أطول في موضوع التقرير (صديق طبيب إن كان الموضوع طبياً، أو محام إن كنت مقدماً على موضوع له علاقة بالقضاء، أو حتى زميل أقدم في المهنة تثق به). لكن عليك التعامل مع أي مشورة على أنها خطأ يحتمل الصواب. استخدم المعلومات الأولية كي تنير لك طريق البحث عن مزيد من المعلومات.اسأل عن مواقع الإنترنت ذات الصلة. زر مكتبات عامة أو متخصصة. تعامل مع الأرشيف الصحافي المتاح عن الموضوع.و عليك أن تنمي مهاراتك البحثية (التحريرية و الفنية) بقدر الإمكان، و هو الأمر الذي سيتحقق من خلال قيامك بعمليات البحث الجادة و الصادقة مع كل تقرير جديد.- البناء الأولي للتقرير:بعد الإلمام بالمعلومات الأساسية يصبح بإمكانك البدء ببناء أولي للتقرير. بمعنى أنه يمكنك الآن تصور الأماكن المحتملة للتصوير و الضيوف المحتملين. و بالتالي يمكنك إعداد بناء أولي غير مترابط أو مرتب، لكنه على الأقل يتضمن عناصر كثيرة محتملة سيتم استبعاد بعضها لاحقاً. غير أن هذه الخطوة تساعدك كثيراً في المضي بثقة نحو الخطوات اللاحقة.
- إجراء الاتصالات بالمعنيين بالأمر:و المقصود بالمعنيين هنا الأطراف التي لها رأي في التقرير. فإن كنت مقدماً على إعداد تحقيق مصور عن المستوى المتدني للخدمات الصحية لمستشفى ما، فإن إدارة المستشفى أو مديره العام هو أحد المعنيين بالأمر. عليك الاتصال به لتحديد موعد لمقابلته أو للتصوير، مع التوضيح أنك ستمنحه فرصة مكافئة للفرصة الممنوحة للرأي الآخر.و عليك كذلك الاتصال بمن يمثل رأي المنتقدين لمستوى المستشفى، و بالطبع عليك الاتصال بجهة محايدة (طبيب مستقل). كما يمكنك الاتصال بالنائب البرلماني عن الدائرة الانتخابية التي يتبعها المستشفى. و من المعنيين هنا أيضاً الجهات الرسمية الأخرى التي قد يتطلب التصوير أو حتى الحركة في الميدان الحصول على موافقتها.
- إعادة بناء خط التقرير:عادة ما يتعذر الحصول على الموافقة بالتصوير في مكان ما أو مع أحد المعنيين. و من الطبيعي إذن أن تعيد بناء الخط العام للتقرير، إما باستبعاد هذا العنصر، أو بمحاولة العثور على بديل. و مرحلة إعادة بناء الخط العام للتقرير تساعدك بشكل كبير على تحديد الأماكن شبه النهائية للتصوير و التوقيت الأنسب و الضيوف شبه المؤكدين.
- التجهيز اللوجيستي:تعتبر هذه المرحلة من أكثر مراحل العمل الميداني حساسية و أهمية، و يؤدي الفشل فيها إلى تفكك بناء التقرير. فبعد أن ترسم البناء شبه النهائي للتقرير، و تتخيل الأماكن المطلوب التصوير فيها، و الضيوف المحتملين؛ عليك معرفة كيفية الوصول إلى تلك الأماكن. و أن تؤّمن التصاريح اللازمة للحركة و التصوير، و أن تحدد الموازنة المالية اللازمة، و أعضاء الفريق الفني المصاحب. كما يجب أن تحدد المعدات الفنية المطلوبة، و مدة التصوير و المقابلات، مع مراعاة تناسب تلك المدة مع الموازنة المقترحة.عليك أنت كصحافي و مراسل التأكد من هذه التجهيزات جميعها، حتى لو كانت هناك جهة مساندة تقوم بها نيابة عنك.- بلورة الهدف من التقرير:مع وصولك إلى هذه المرحلة عليك الاسترخاء و التخفف من أعباء التحضيرات و مشكلات الاتصالات، ثم اسأل نفسك: ماذا أريد من التقرير؟ هل لازالت الأهداف الأصلية صالحة؟ هل يمكن تحقيقها؟ اكتب ملاحظاتك و انطباعاتك فستفيدك لاحقاً.إعداد المادة الفيلمية
- زيارة الموقع (إن أمكن):حاول آلا تتوجه إلى موقع التصوير مع الكاميرا من المرة الأولى. إن كنت تريد إحكام السيطرة على عملية التصوير فنياً و تحريرياً، عليك بتفقد الأماكن كلها إن أمكن. حاول ألا تلفت الانتباه إليك كصحافي أثناء تلك الزيارة، فهكذا فقط يمكنك اكتشاف الكثير؛ لأنك سترى بعين المشاهد الإنسان لا بعين الصحافي. كما أنه سيتم التعامل معك كمواطن و ليس كصحافي. سجّل ملاحظاتك و انطباعاتك و لو عن طريق جهاز تسجيل صغير؛ فالانطباعات لن تبقى إن لم تسجلها فوراً. قد يصادفك موقف أو شخص خلال تلك الزيارة يقلب لك الأمور رأساً على عقب. و قد تفاجأ بأن الإجراءات المطلوبة للدخول و الحركة أكثر تعقيداً.قد تكتشف مواعيد أخرى أكثر مناسبة للعمل. و قد تتعرف على طرق و وسائل آمنة للتحرك إن كنت مقدماً على تصوير موضوع يتضمن درجة من درجات الخطر.اجتهد ما استطعت لإتمام هذه الزيارة في وقت وظرف أقرب ما يكونان للوقت و الظرف اللذين ستقوم فيهما بالتصوير.تأكد من أن زيارة تفصيلية لمواقع التصوير تجعل من مهمة التصوير أسهل و أكثر صدقية و قرباً من الواقع.
- التمهيد مع المتحدثين في التقرير:كما قمت بزيارة الموقع، قم بزيارة أماكن وجود و عمل المتحدثين الرئيسين في التقرير. فبهذا فقط ستتمكن من كشف الكثير من تفصيلات شخصياتهم و حقيقة توجهاتهم.لن يمكنك إتمام هذه الزيارة من دون أخذ مواعيد مسبقة، لكن تعامل كصحافي (بفضول وشك) مع كل ما تلمحه خلال تلك الزيارة؛ مثل: المكان، الناس، الزائرين، الأوراق الملقاة أمام المكتب، طريقة الترحيب بك، الصور المعلّقة على الجدران، الجوائز و الأوسمة المعروضة في الخزانة الزجاجية، و غيرها.لا تفصح عن بناء التقرير، و لا توضح للضيف طبيعة الأسئلة التي ستوجهها يوم التصوير. اكتف بالخطوط العريضة، و لا تتردد في إجراء حوار خارج موضوع التقرير لكن بحذر. اسأل من قد تجده مستعداً للحوار في قاعة الانتظار أسئلة عامة. حاول قدر الإمكان أن تخرج بانطباعات حقيقية عن مكان عمل الضيف، و طبيعة شخصيته، ثم قارن ذلك بما لديك من معلومات... هنا فقط سيمكنك صياغة ما قد توجهه إليه من أسئلة.
- الاجتماع بالفريق الفني:اكتملت الصورة و صارت واضحة في ذهنك وحدك. لذلك من المهم الاجتماع بالفريق الفني (حتى لو كان مصوراً واحداً فقط، و حتى لو كنت قد عملت معه من قبل).مهمة هذا الاجتماع توضيح الهدف من التقرير و البناء الفني الذي تتخيله. اطرح رأيك على أنه اقتراح، و استمع إلى رأي الفريق الفني بصبر.عادة ما ينتهي الاجتماع بخطة عمل تقترب من بنائك الفني للتقرير، لكنك ستضمن تعاوناً كبيراً بين أعضاء الفريق و إدراكاً لما قد يواجهك من مشكلات فنية.كما أنك ستضمن أن يتزود الفريق الفني بالمعدات المطلوبة: عدد كاف من الأشرطة و البطاريات، حامل الكاميرا، إضاءة، أنواع المايكروفونات المطلوبة (من لاسلكية أو تلك الخاصة بالمقابلات)، عواكس ضوء، و غيرها.
- رسم خطة التصوير أو Story Board:تذّكر مرحلة الاسترخاء لبلورة الهدف من التقرير. و استرجع ما كتبت، و قم بالممارسة نفسها مرة أخرى، لكن مع إعمال الخيال في كيف ستكون القصة في شكلها النهائي. ارسم على ورق أبيض لقطات متخيلة تريد تصويرها. رتب أولويات التصوير؛ فهناك لقطات حتمية يجب ألا تخرج من الموقع من دونها، و هناك لقطات اختيارية ستفيد، و هناك لقطات احتياطية قد تفيد. قم بصياغة الأسئلة التي ستوجهها للضيوف إن كنت قمت بزيارتهم، لكن إن لم تكن قد فعلت ذلك فيمكنك وضع الخطوط العريضة للمقابلة.تخيل موقع لقطة حوار الكاميرا. تخيل نفسك، و حاول أن تضع الخطوط العريضة للجملة التي ستقولها. اجعل هذا النشاط الذهني آخر ما تقوم به في الساعات التي تسبق التصوير. - التصوير و التأكد من صلاحية اللقطات:
• إجراءات قبل التصوير: قبل التوجه إلى موقع التصوير تأكد من أنك تحمل التالي: خطة العمل التي اتفقت مع فريق التصوير عليها، و خطة التصوير التي أعددتها أخيراً، و جدول مواعيد الزيارات، و بطاقة هوية، و التصاريح الخاصة بالتصوير، و أجندة الهواتف (فقد يحدث شيء غير متوقع، و تضطر إلى تغيير المواعيد)، و مبلغاً من المال يزيد قليلاً عن المعتاد.• إجراءات التصوير: حاول أن تلتقي فريق التصوير بعيداً عن الموقع إن كان ذلك ممكناً، فليس جيداً أن يسبقك المصور (لا تضمن ماذا قد يفعل). و قد تهتز صورتك أمام من في الموقع إن وصلت أنت قبل الفريق الفني.وصولكم سوياً يظهرك كقائد للفريق، و يضمن حسن التنظيم. (توجه قبل الفريق إن تعذر لقاؤكم بعيداً عن الموقع). حاول قدر الإمكان الالتزام بالجدول الزمني للتصوير، فالعمل الميداني يستهلك الوقت بلا حساب. تأكد من صلاحية اللقطات الأولى للتأكد من قدرة المصور على تنفيذ ما تريد. لكن حاول ألا تجعله يشعر أن ذلك هو الهدف، يمكنك أن تتعلل بأن تلك اللقطة مهمة، و أنك تريد أن تراها بنفسك لتتخيل طريقة العمل. تذكر أن تتعامل بتواضع شديد مع المصور و الفريق الفني، امنحهم وقتاً كافياً لتجهيز المعدات. تعامل معهم برفق ان شعرت بأي تقصير أو تكاسل؛ فهم صمّام أمان نجاحك في الميدان، و كثيرة هي المواقف التي أنقذ الفريق الفني فيها المراسل من أخطاء فادحة أو تقصير شديد.• اللقطات: نشاط الكاميرا في الموقع جزء لا يتجزأ من العمل الصحافي؛ فالكاميرا مسؤوليتك أنت أكثر من كونها مسؤولية المصور.قد يكون المصور مسؤولاً عن طريقة تنفيذ ما تريد، لكنك أنت الذي يجب أن تحدد ماذا تريد. هنا يأتي دور استذكار ما يتعلق بالأجزاء المنطقية أو الـ Sequences. تأكد من أنك قادر على الحصول على Sequence لكل منطقة أو نشاط في موقع التصوير. احصل على أكبر قدر ممكن من لقطات البشر... الناس العاديون و هم يقومون بممارسة حياتهم الطبيعية. فالعمل التليفزيوني هو فن نقل حياة الناس إلى الناس. حاول إضافة لمسة شخصية إنسانية على عملك؛ بالتركيز على أفراد بعينهم أكثر من مجرد التقاط مجموعات من الناس غير واضحي المعالم. فالمشاهد يتضامن أكثر مع من يمكنه التعرف إلى ملامحه، و ربما اسمه و تفصيلات حياته. الأسر تقدم نموذجاً جيداً لتجسيد القصة كاملة في شكل مبسط. إن تمكنت من التعامل مع أسرة ذات صلة بموضوع التقرير (أسرة تقول إن أحد أطفالها يعاني من سوء العلاج الذي تقدمه المستشفى)، فقد تخرج بـSequence رائع يدعم بناء التقرير. يتطلب إعداد الـ Sequence ذكاءً و سرعة بديهة منك و من المصور. إذ عليكما ملاحظة المظاهر الطبيعية للموقع الذي تعملان فيه؛ كيف تسير الحياة؟ انظر بعين المشاهد؛ و تساءل: ماذا يريد أن يرى؟ و ماذا يجب أن يرى حتى يخرج التقرير متوازناً، دقيقاً، و موضوعياً، و جذاباً في آن واحد.عليك الإبداع في تخيل لقطاتك، ثم التقاطها وفق المنطق الذي بنيته في ذهنك.لتعرف المزيد عن كيفية تخيل الـ Sequence، و بنائه، يمكنك متابعة التقارير الإنسانية على الـ BBC World ، و بعين ناقدة فاحصة فقط ستتمكن من التقاط المزيد من المهارات.من النصائح الجيدة عند التصوير الإكثار من اللقطات القريبة و القريبة جدا أو ما تسمى بالـ Close-ups. لماذا؟ لأن المشاهد يشعر بأنه اندمج مع القصة كلما اقتربت الكاميرا من التفصيلات.فلقطة قريبة جداً من عين الطبيب و هو ينظر في فم المريض تعطيك انطباعاً أنك دخلت بالفعل إلى غرفة الفحص. و لقطة قريبة جداً من يد الجزار و هو يقطع اللحم بالسكين مع الصوت المصاحب لها ستعطيك الشعور بالحضور داخل المشهد. و لقطة قريبة من قفل مغلق على باب أحد المحال ستنقل على الفور معنى الإضراب أو الإغلاق. و لقطة قريبة من عين طفل يبكي تكفي لنقل المأساة. أما لقطة قريبة من أصابع جندي و هي على الزناد، فستجعل التوتر يسري في قلب المشاهدين. يتطلب إعداد اللقطات بشكل جيد صبراً و جلداً منك و من المصور، لكن تأكد أنك ستكتشف عند عملية المونتاج حاجتك لمزيد من اللقطات. • حركة الكاميرا: عملية بناء التقرير فنياً لن تتحقق فقط بمجموعة جيدة من اللقطات (واسعة و متوسطة و قريبة و قريبة جداً)، إنما تحتاج كذلك إلى حركة متنوعة للكاميرا. أنواع حركة الكاميرا هي: تحرك أفقي يمينا أو يسارا Pan right or Pan left، أو تحرك رأسي من أعلى إلى أسفل أو العكس Tilt up or Tilt down، أو تحرك من الأوسع إلى الأضيق أو العكس Zoom in or Zoom out.كما يمكن للمصور المحترف المزج بين حركتين في آن واحد؛ كأن يحرك الكاميرا إلى اليمين مع توسيع اللقطة في الوقت نفسه Pan right with Zoom out.و تتوقف سرعة الحركة و مدى اتساعها على طبيعة الموقع و الموضوع. فالموضوعات الإنسانية أبطأ إيقاعاً و تحتمل حركة أقل و أبطأ. و التظاهرات مثلاً تتطلب الحركة السريعة من أجل اللحاق بتفصيلات ما يجري.وظيفة حركة الكاميرا هي أن تتجول بالمشاهد بين أركان مواقع التصوير. فاللقطات الجيدة لا تكفي لإعطاء المشاهد الشعور بأنه في المكان، لذلك يجب المزج الجيد أثناء عملية المونتاج بين اللقطات بأنواعها و بين تحركات الكاميرا، و بالتالي عليك أن تتأكد أثناء التصوير من أن لديك ما يكفي من لقطات و تحركات للكاميرا مما يجعل لديك في النهاية مجموعة من الـ Sequences الجيدة و المترابطة.
- إجراء المقابلات المطلوبة للتقرير:عليك توزيع وقتك و جهدك بشكل واع بين التصوير و بين إجراء المقابلات المطلوبة للتقرير. إن كانت المقابلات مع أشخاص عاديين أو ما نسميهم Vox Pops، تأكد من أنهم جميعاً على وعي بموضوع التقرير، و أن السؤال الذي وُجه إليهم واضح و محدداً بحيث تحصل على إجابات يمكنك المقارنة بينها.أطول لقاء من هذا النوع لا يجب أن يزيد عن 10 ثوان. عادة ما يتم اللجوء إلى هذه النوعية من اللقاءات لاستطلاع الرأي حول قضية خلافية، أو لإظهار رأي شهود العيان في حادث ما.تأكد من انطباق المعايير على من تلتقي بهم، و اذكر أنك لن تتمكن من تمثيل الرأي العام كله خلال تصوير مدته نصف الساعة. ارجع إلى معلوماتك التي جمعتها، و حاول معرفة كيفية عرض الرأي الآخر إن تصادف و أجمع من التقيت بهم على وجهة نظر واحدة دون وجود لوجهة النظر الأخرى... اجتهد لتمثيل الرأي الآخر.توفر لك اللقاءات الأكثر تنظيماً فرصة عرض الآراء المختلفة الجديرة بالإبراز لاعتبارات موضوعية. و يسهل الوصول إلى ذلك عبر الإعداد المسبق الجيد. إذ يجب عليك الحصول على وجهات النظر المختلفة في أكثر من لقاء (يحتمل التقرير الإخباري ما بين 2 إلى 3 لقاءات على الأكثر). و تذكر أن اللقاء من هذا النوع لن يشغل أكثر من 30 ثانية بأكثر تقدير، فلا تستهلك الكثير من الوقت. أوضح للضيف مسألة المدة المثالية للإجابة عن كل سؤال لعله يساعدك بالالتزام قدر المستطاع.قم باختيار موقع المقابلة بما يتناسب مع طبيعة التقرير و وظيفة الضيف (سجّل اللقاء مع الطبيب بملابسه و بالقرب من أحد الأسرّة، أفضل من أن تسجله في مكتبه و من دون المعطف الأبيض). قم بعد ذلك بتصوير ما يسمى Set Up shots، و هو تمهيد للمقابلة عن طريق تسجيل للسير الطبيعي غير المفتعل لنشاط الضيف (تقليب كتب، كشف على المرضى، سير في الممرات، حديث هاتفي...).حاول العثور في موقع تسجيل المقابلة على الخلفية المناسبة، التي تزيد من صدقية المقابلة. اعثر كذلك على ما قد يصلح Cut Away (علم، صورة، أجهزة إن كنت في معمل ...).الموقع الطبيعي للكاميرا هو أن تلتقط الضيف من أعلى كتفك و هو ينظر إليك. لا يجب أبداً أن ينظر الضيف إلى الكاميرا؛ فعليه أن ينظر إلى المراسل. في حال غياب المراسل أحياناً يقوم المصور بتسجيل لقاءات سريعة، و عليه توجيه الضيف لينظر إلى اتجاه وهمي أو المكان المفترض وقوف المراسل أو جلوسه فيه. لا تفترض أبداً أنك تقل شأناً عن الضيف حتى لو كان وزيراً أو رئيساً. تذكر أنه عندما يبدأ التسجيل فأنت الذي تسأل و أنت الذي تدير الحوار نيابة عن الرأي العام و المشاهدين، فإذن أنت ند لكل ضيوفك المحتملين. تستطيع الاعتذار لاحقاً عن طريقة الأسئلة متعللاً بطبيعة العمل الصحافي، و ربما مضيفاً كلمة مجاملة "لأنك قدها وقدود... أو لأني أعلم أنك لا تخشى أي أسئلة...". لكن انتبه كذلك من الوقوع في فخ التعالي على بعض الضيوف.تأكد من صلاحية الشريط قبل مغادرة المكان. و احرص على الحصول على لقطة واحدة على الأقل تجمعك بالضيف؛ خاصة إن كان اللقاء حساساً فربما تحتاج إلى استخدامها كـ Cut Away.
لقطة حوار الكاميرا (Stand Upper) Piece To Camera:
لا توجد حتى الآن ترجمة عربية متفق عليها لمصطلح Piece To Camera، و ستتم تسميتها هنا "لقطة حوار الكاميرا" اجتهاداً. في لقطة حوار الكامير يخاطب المراسل المشاهدين؛ أو يواجههم للمرة الأولى في التقرير؛ يتحدث إليهم عبر حديثه إلى الكاميرا.فالمراسل عندما ينظر إلى عدسة الكاميرا و ينطق، إنما هو يحاور آلاف و ربما ملايين المشاهدين. لذلك فهذه المرحلة ربما ترفع مستوى التقرير، و ربما تهبط به إلى أدنى الدرجات.
- وظيفتها:
تعطي التقرير بعداً إنسانياً. فها أنت تخاطب المشاهدين بنفسك من موقع الحدث؛ مما يسمح لك بأن تحلل قليلاً، و تضع خلاصة ما تشاهد في جملة تربط بها بين العناصر و تحولها إلى معان. كما أنها تسمح أحياناً بسرد معلومات ليس بالإمكان العثور على صور لها (داخل هذه الحفرة قضى صدام حسين أيامه الأخيرة...)؛ فبالتأكيد لا يمكنك تصوير صدام في الحفرة. و تضفي لقطة حوار الكاميرا عليك (و بالتالي على النص و الصور و التقرير كله) صدقية كبيرة، لأنك أنت من يتكلم، و أنت من يقف وسط ركام المبنى، أو بالقرب من موقع المؤتمر، أو أمام الجنازة و هي تمر؛ الأمر الذي يعزز صدقية ما تقول.و هي كذلك تنقل المشاهد إلى موقع الميدان؛ ممثلاً في المراسل؛ الذي من المفترض أن يعكس و يجسد فضول المشاهدين، و يجيب عن أسئلتهم. و هي في النهاية تخلق لكل قناة أسرة من المراسلين المعروفين صوتاً و صورة، و بالتالي تخلق جواً ودياً و علاقة أسرية بين القناة (مجسدة في مذيعيها و مراسليها) و المشاهدين. - موقعها:بناء التقرير هو الذي يحدد موقع هذه اللقطة. جرى العرف على وضعها في نهاية التقرير. لكن الاتجاه الحديث في صحافة التليفزيون يوظفها كرابط بين عناصر التقرير الزمنية أو المكانية أو الموضوعية؛ و بالتالي يفضل كثيرون أن تأخذ مكانها في منتصف التقرير. و يسميها البعض في هذه الحالة Bridge أو جسر، ربما لأنها تربط بين أجزاء التقرير كالجسر. - أهميتها:تنبع أهمية لقطة حوار الكاميرا من أنها توفر للمراسل فرصة تكثيف الانطباع بأهمية الحدث، خاصة إذا كان ساخناً غير عادي، أو معقداً يحتاج إلى توضيح. و تبرز أهميتها أيضا كلما كان الحدث إنسانياً يتطلب نقلاً للأحاسيس، و كلما كان الموقع بعيداً نائياً من الصعب الوصول إليه و عليك إثبات أنك بالفعل توجهت إلى هناك. و كلما تمكنت من انتهاز فرصة؛ مثل مرور جنازة، أو رفع جثمان الضحايا، أو أي شيء يجعلك في موقع يسمح للمشاهد برؤية ما يدور خلفك، فإن لقطة حوار الكاميرا تكون في أوج أهميتها.
- مكان تصويرها:أسوأ أنواع الـ Piece To Camera هي تلك التي يتم تنفيذها من أمام مبنى غير معروف، أو وسط شارع مزدحم في إحدى المدن، و الأشد سوءاً... تحت ظل شجرة. فإن كنت تريد لها أن تحقق وظيفة نقل المشاهد إلى الميدان، يجب أن يراك المشاهد و أنت في موقع له صلة رئيسة بالحدث. لا تهتم بنص ما تقول بقدر ما تهتم بما يراه المشاهد وراءك. و لكن احذر من أن تكون الخلفية جذابة لدرجة صرف انتباه المشاهد عما تقول.
- طريقة الأداء:• حوارية: أي تنتهج طريقة الحوار و ليس التوجيه أو الأسلوب الخطابي.• تلقائية و طبيعية و ملائمة: بملابس لها علاقة بما يجري (في مجاعة أو ميدان قتال من غير المنطقي أن تظهر أنيقاًً ترتدي بدلة و ربطة عنق. و في زيارة رسمية لرئيس أو مؤتمر قمة من غير المنطقي أن تظهر بقميص و سروال).• متحركة: يمكن ألا تتحرك، لكن من الأفضل في هذه الحالة أن تتحرك الكاميرا إليك.• يمكنك أن تشرح خلالها مسألة معقدة؛ كأن تمسك بآلة أو ألبوم صور؛ و هنا يجب على المصور أن يدرك متى يتحرك Zoom in إلى ما تمسك، ثم متى يعود إليك لتنهي الكلام.• يمكنك أن تشير خلالها إلى موقع خلفك، أو حدث يجري، لكن احرص على الصدق، و على ألا تبدو مبالغاً في قربك مما يجري.• يمكنك أن تؤديها و أنت تفعل شيئاً ما؛ مثل قيادة سيارة، أو استخدام آلة، أو أكل الطعام، لكن احرص على ألا تبدو مفتعلاً. كما أن هذا النوع من الـ Piece to Camera معقد يحتاج إلى مصور ماهر، و فكرة مبدعة، و وقت طويل لإنجازه.
- المحتوى: يجب أن يكون محتوى لقطة حوار الكاميرا بسيطاً؛ أي جمل قصيرة حوارية تتضمنوصفا لما يجري؛ شرح أمر معقد، أو خلاصة، أو تحليلا، أو نقلا لمشاعر من الميدان.و أخيراً احرص على ما يلي:• أن تشاهد الـ Piece To Camera قبل مغادرة الموقع.• أن تنفذ أكثر من واحدة بأشكال مختلفة، خاصة لو كانت فكرتها غريبة.• اعلم أن المشاهد سيتذكرها إن كانت جيدة أو كانت سيئة.

المصطلحات التليفزيونية الإخبارية
أماكن العمل Places
مكونات النشرة Bulletin Components
الأوامر الفنية داخل الجاليري Gallery Instructions
وظائف ومسميات Jobs and Titles

م
المصطلح بالإنجليزية
الترجمة العربية
تفسير المصطلح
1
Places
أماكن العمل

2
Gallery [UK] or Control Room [USA]
جاليري (جيم مصرية)
غرفة التحكم حيث يدير الفريق الفني النشرة على الهواء.

3
Studio (plateau)
استديو البث حيث يوجد المذيعون و الكاميرات و الضيوف.

4
TX (transmitting room)
مكان بث المواد الفيلمية، حيث يجلس الفني المختص بعرض مادة النشرة سواء عبر أشرطة أو عبر أجهزة العرض الرقمية الحديثة. فيمكن اعتبار مجموعة من ماكينات البيتاكام موقع TX، كما يمكن اعتبار جهاز الـ Airplay الرقمي هو TX القناة.
قد يكون داخل غرفة التحكم، و قد يكون في مكان آخر تماماً من المبنى. لكن في كل الحالات يجب ربطه عبر نظام توكباك Talkback جيد من أجل توصيل الأوامر من غرفة التحكم. و كذلك يجب ربطه بغرف المونتاج عبر Talkback و عبر
Fibre optic network من أجل تسهيل عملية توصيل المادة الفيلمية.





Bulletin Components
مكونات النشرة

5
Titles
التيترات أو الإشارة
هي أول ما يظهر على الهواء في بداية النشرات و المواجيز و البرامج، و يعبر عن هوية القناة.
6
Headlines
العناوين الرئيسة
يُفضل ألا تزيد عن ثلاثة، و يجب استخدام عبارات مختصرة (كل عنوان لا يزيد عن5 ثوان)، و كذلك استخدام أكثر الصور وضوحاً و تأثيراً. و من الأخطاء الشائعة دمج موضوعين في عنوان واحد، و هو أمر يقلص من تأثير العنوان. فنياً يجب أن تكون هناك خلفية موسيقية مصاحبة لصور العناوين مع صوت المذيع. كما يجب أن تنتهي العناوين بنهاية صوتية موسيقية معينة تُشعر المشاهد بأن العناوين قد قُرأت.
7
Running Order
قائمة الأخبار أو ترتيب مواد النشرة
و يجب أن يحصل كل أفراد الفريق على نسخة من هذا الترتيب، مع إمكانية الوصول إلى نسخة إليكترونية لمتابعة أي تعديلات عليه.
8
Presenter in Vision
المذيع يتحدث بلا فيديو أو جرافيكس
مصطلح يُستخدم لتعريف فريق العمل بأن المذيع يظهر متحدثاً دون أي مكونات أخرى
9
Intro (introduction) or Cue
مقدمة الخبر. و عادة ما تكون مقدمة التقرير. لكنها يمكن أن تُطلق على مقدمات أي شيء. مثل مقدمة الـ OOV أو مقدمة المقابلة. المهم أن المقدمة هي العبارات التي يقرأها المذيع للتقديم لشيء ما مختلف.
يجب أن تكون المقدمة خبرية، مختصرة، مباشرة، واضحة.. لكن لا تشي بكل التفاصيل. أي يجب أن تظل محتفظة ببعض الغموض البناء الذي يؤدي إلى استمرار جذب المشاهد.
10
OOV (out of vision) in British TV or LVO (live voice over) in USA TV
خبر به فيديو يقرأه المذيع
مصطلح يُستخدم للإشارة إلى الخبر الذي يقرأه المذيع على الهواء بينما تسير الصور الممنتجة. (لا يجب أن يزيد طوله عن 40 ثانية).
11
VT (video tape)
تقرير تليفزيوني مُمنتج بصوت مراسل أو محرر
مصطلح يُستخدم للإشارة إلى التقرير الذي يقوم المراسلون أو الصحافيون بتسجيله و مونتاجه قبل النشرة
12
CAP (caption) or SS (still store)
مذيع يقرأ خبرا مع خريطة أو صورة
Still
مصطلح يُستخدم للإشارة إلى الخبر الذي يقرأه المذيع على الهواء بينما تظهر خريطة أو صورة ثابتة (لا يجب أن يزيد طوله عن 30 ثانية).
13
ANI (animation)
خبر به أكثر من خريطة أو صورة

و عادة ما يُسمى الخبر
CAP/ANI
مصطلح يُستخدم للإشارة إلى الخبر الذي يقرأه المذيع على الهواء بينما تظهر خريطة أو صورة ثابتة، ثم يتم تغيير الصورة بصورة أخرى أو إضافة تفصيلات جديدة على الخريطة (لا يجب أن يزيد طوله عن 40 ثانية).
14
CLIP
خبر عبارة عن مقتطف صوتي لمتحدث واحد من دون صوت المذيع أو صوت الصحافي أو المراسل، اللهم إلا إذا كان المقتطف بغير العربية، فيجب ترجمته عبر الدوبلاج الصوتي مع ترك مساحة زمنية محدودة في بداية و نهاية الصوت كي يستمع المشاهدون للصوت الأصلي بلغته الأصلية.
عادة ما يتم اللجوء إلى هذا النوع من الأخبار عندما يكون كلام المتحدث هو المحور الرئيس للخبر. و لا يجب أن تزيد مدة أي Clip عن 40 ثانية.
15
Aston, Super, CG (Character Generator), or Font
و هو ما يُكتب على الشاشة لتعريف الضيف أو المتحدث خلال التقارير أو للتعريف بموضوع الخبر.
يعد من وسائل إيضاح الخبر. لذلك يجب أن يكون هو نفسه واضحاً و مفيداً. من غير المنطقي أن يكون معقداً لأنه يظهر و يختفي و لا مجال لشرحه.




16
Promo (promotion) in UK TVs or Coming Up in USA TVs. (some TVs use: “Still to Come.” especially if there is no commercials in the break

الفقرة الترويجية التي يقدمها المذيع ليحث المشاهدين على البقاء لمتابعة خبر ما. و هي عبارة عن OOV يُقدم خلال النشرة: "بعد قليل تتابعون....."
يجب أن يكون كل برومو (مقطع ترويجي) عبارة عن جملة واحدة مختصرة و مباشرة و جذابة... و أحياناً يُستحب استخدام الغموض الإيجابي لرفع درجة إثارة المشاهد. كما يجب أن تكون الصور المصاحبة شديدة التأثير.
17
BREAK
الفترة التي تتوقف فيها النشرة مؤقتاً لبث دعايات تجارية أو فقرات ترويجية لبرامج القناة
عادة ما تحتاج النشرة التي تصل مدتها إلى 30 دقيقة نحو فترتي توقف لبث دعايات أو فقرات ترويجية لبرامج القناة. يجب أن يتم إعداد سيناريو الانتقال إلى الفاصل، عبر برومو أو من دون برومو، و العودة إلى الاستديو، عبر ما يُسمى بالـ STING
18
STING
هو جزء من إشارة النشرة ومن شخصيتها... من موسيقاها و من الجرافيكس الخاص بها. مدته حوالي 6 ثوان، و يظهر قبل التوقف و قبل العودة. أي يفصل ما بين المادة المقدمة من الاستديو و الفاصل المقدم من غرفة التحكم المركزية. MCR

19
Back Heads or Midway Heads.
هي تذكير بالعناوين يرد في منتصف النشرة. و عادة ما يكون بلا مقدمات (أي من دون عبارة تذكير بالعناوين...)، أي يأتي مباشرة بعد فاصل، و قبل أن يظهر المذيع قائلاً "أهلا بكم من جديد..."، ليكمل النشرة.
تقدم عناوين الوسط أو التذكير بالعناوين لمحة عن الأخبار المهمة لمن فاتته بداية النشرة. كما أنها تضفي سرعة و جدية على الإيقاع بعد مرور نصف المدة تقريباً. بعض غرف الأخبار تعتمد سياسة تغيير اللقطات أو حتى تغيير الموضوعات بحيث تكون عناوين الوسط أو عناوين الختام مختلفة قليلاً عن عناوين البداية.
20
End Heads or Closing Heads
عناوين الختام. و عادة ما تكون في النشرات الطويلة فقط. أما النشرات القصيرة التي تقل عن 25 دقيقة، فلا داعي للختام بالعناوين. و هناك سياسة اعتمدتها الـ بي بي سي أخيراً تتمثل في الاكتفاء بالخبر الرئيس كعنوان ختام؛ على أن يقراه المذيع من دون صور مع خلفية موسيقية فقط.

21
Main/Lead/Leading Story
الموضوع الأول في نشرة الأخبار.
عادة ما يتكون الموضوع الرئيس من عدد من الأخبار: تقرير + مقابلة حية + تقرير تحليلي أو خبر له علاقة أساسية. ويقدم هذا التصور مبرراً لاختيار الموضوع كأول أخبار النشرة. فلا يجوز أن تبدأ النشرة بخبر OOV، مثلاً و تنتقل مباشرة إلى موضوع آخر! لماذا إذن بدأت به؟
22
Headline Story
أحد موضوعات العناوين (أحد الموضوعين الرئيسين الآخرين في العناوين الثلاثة)
عادة ما تُطلق تسمية Headline Story على موضوع مرشح بقوة لأن يكون متحركاً و يحتمل أن يكون إما الموضوع الأول أو أحد موضوعات العناوين. و أحياناً ما يجد منتج النشرة نفسه أمام عدد أكبر من الخيارات.
23
Promo Story
موضوع يستحق الترويج له خلال النشرة من أجل جذب انتباه المشاهدين و إبقائهم يتابعون النشرة حتى يتم بث هذا الموضوع.
يُفضل أن يكون تقريراً (حتى لا تحبط المشاهدين بمتابعة خبر قصير بعد طول انتظار). كما يجب أن يحتوي على عناصر جذب إنسانية يتم تناولها من وجهة نظر غير تقليدية.
24
PHONO
مقابلة هاتفية حية خلال نشرة الأخبار مع مراسل أو مسؤول أو خبير بموضوع ما.
المقابلة الهاتفية هي مقابلة Interview، لكنها حية و عبر الهاتف. و بالتالي يجب أن يكون الهدف الحصول على المعلومات أو توضيح أمر ما. و بالتالي يجب أن تتوافر عناصر المعلومة و الوضوح و كذلك الاختصار. (يجب ألا تزيد مدة المقابلة الهاتفية عن 2:00 دقيقتين بأي حال)، خصوصا في النشرات متوسطة الطول (نصف ساعة).
25
Phono Comp. (composition)
إطار الجرافيكس الذي يُظهر صورة الضيف في إطار مع خارطة أو صورة معبرة عن المكان الذي يتحدث منه في إطار مجاور.
يًكتب اسم الضيف و صفته أو وظيفته تحت صورته بينما يكتب اسم المدينة الذي يتحدث منها تحت صورتها أو خريطتها. قد لا تتوافر صورة الضيف فيُضطر منتج النشرة إلى الاكتفاء بصورة أكبر للمكان.
26
Floating Pictures
الصور المصاحبة للمقابلات
مادة فيلمية ذات علاقة بالخبر الذي يتعلق بالمقابلة الهاتفية. و الهدف منها كسر ملل وجود الـPhono Comp على الشاشة طول وقت المقابلة. و أحياناً ما تُستخدم مع المقابلات عبر الأقمار الاصطناعية. قد يقرر البعض استخدامها لملء الشاشة كاملة، و قد يفضل البعض استخدامها داخل صندوق مع الحفاظ على صورة المتحدث على جهة من الشاشة.
27
DTL (Down The Line) (or 2 Way Live in USA)
مقابلة حية عبر الأقمار الاصطناعية مع مراسل أو مسؤول أو خبير في موضوع ما.
الفارق بينها و بين المقابلة الهاتفية هو توفر عنصر الصورة الحية، و بالتالي تمنح النشرة حيوية أكبر، لكنها تحتاج إلى تنسيق أكبر، و بالطبع تكلفتها أضخم بكثير. (يجب ألا تزيد مدة الـ DTL عن 3:00 قيقة بأي حال).
28
1+1 (Studio Guest)
مقابلة حية مع ضيف في الاستديو عن موضوع ما.
يجب الحرص عند اختيار ضيف الاستديو لأنه ببساطة يشارك المذيعين الصدقية نفسها؛ إذ يقدم المعلومات و التحليل من الموقع ذاته. يجب الإعداد الجيد و اختيار الأسئلة بعناية. يجب الاستعداد الفني لاستخدام 3 كاميرات على الأقل لإخراج المقابلة على أكمل وجه. (يجب ألا تزيد مدة ال 1+1 عن 3:00 دقيقة بأي حال).
في كل حالات المقابلات السابقة تتحول المقابلة إلى Clip إن أريد إعادة بث جزء منها في نشرة لاحقة. لكن لا يجوز إعادتها كاملة كما هي بتضمين أول سؤال و تضمين شكر الضيف في النهاية. لأن ذلك يربك المشاهد و يجعله يخلط بين الحي و المسجل.
29
WIPE
طريقة للانتقال من صورة متحركة إلى صورة متحركة من دون الرجوع إلى المذيع. و تُستخدم للفصل بين موضوعات العناوين. و كذلك للربط بين موضوعات VTs أو OOVs ذات علاقة خلال النشرة.
يحتاج استخدام الـ Wipe وجود أكثر من مصدر (2 على الأقل) لبث الفيديو. فلا يمكن التفكير في استخدامه و الاستديو غير مجهز بأكثر من مصدر. غير أن تقنية الـ Wipe توفر الوقت و تقدم بدائل و تسرّع الإيقاع.
30
Piece To Camera (PTC) in British TV terminology or
Stand Upper in USA TV terminology.
جزء من التقرير التليفزيوني يظهر فيه المراسل أمام الكاميرا لمدة قصيرة لتلخيص مضمون التقرير أو إعطاء تحليل (إن كان في الختام) أو للربط بين موضوعين أو مكانين مختلفين ضمن التقرير (إن كان في الوسط وتًسمى هنا Bridge)
وظيفة هذا الجزء أساسية في التقارير الميدانية، و هو جزء يعكس شخصية و قدرات المراسل و مدى تأثيره في المشاهد. و لا يجب أن تزيد مدة PTC عن 20 ثانية.





Gallery Orders
الأوامر الفنية داخل الجاليري

31
Rehearsal
تجربة أو بروفة عادة ما يتم إجراؤها قبل النشرة لتدريب الفريق الفني على محتويات النشرة الرئيسية خاصة العناوين و البرومو.
إجراء هذه التجارب عادة ما يؤدي إلى استدراك أي أخطاء أو سوء فهم. كما أنه يؤدي إلى إزالة التوتر المصاحب لبداية النشرة خاصة من قبل المذيعين.
32
Counting Down
العد العكسي لأي تغيير. مثل العد العكسي لبداية النشرة. و العد العكسي لنهاية أي تقرير أو Clip، و بالتالي هو عد عكسي لتنبيه المذيع و الفريق الفني. و كذلك هناك عد عكسي لمدة المقابلات حتى لا تفلت عن حدود المخطط لها. و هناك العد العكسي لمدة النشرة كي تنتهي On Time.
العد العكسي وظيفة يقوم بها مساعد المخرج أو PA و هو اختصار كلمة Production Assistant، و هي وظيفة في غاية الأهمية لأنها تضمن انضباط الجاليري و تحافظ على إيقاع النشرة و تؤدي إلى تفرغ المخرج لأداء وظيفته و هي التفكير في ما هو مقبل.
33
Cut
أمر القطع من مصدر إلى آخر؛ و عادة ما يوجه إلى المونتير الإليكتروني أو الـ Vision Mixer

34
Cue
أمر الحديث؛ و هو يوجه للمذيعين للبدء بقراءة ما هو أمامهم من نص حسب ترتيب النشرة.

35
Read on
أمر بمواصلة القراءة للمذيعين في حالة حدوث ارتباك و عدم معرفة ما هو الخبر المقبل. فيقرر المخرج أن يأمر بمواصلة القراءة إما من الأوتوكيو أو من الأوراق.

36
Mix

أمر بمزج الصورة "ديزولف" Dissolve
يصلح فقط للانتقال من جرافيكس أو صورة ثابتة إلى صورة متحركة. كما يُستخدم عادة للانتقال من التيترات أو الإشارة إلى المذيعين في الاستديو أو الانتقال من المذيعين إلى الفاصل أو في العودة إلى الاستديو.
37
Fade
و هو أمر لمهندس الصوت لتقليل مستوى الصوت قبل القطع.
يجب أن يقوم مهندس الصوت تلقائياً بذلك من دون الحاجة إلى أمر عند انتهاء المدة المحددة للمادة على الهواء. غير أنه يجب تلقي الأمر من المخرج عند تقليل صوت موسيقى الخلفية في نهاية العناوين أو عند نهاية النشرة.
38
Take Aston
هو أمر يوجه عادة من مساعد المخرج إلى الفيجين ميكسر (فني الصورة) لإظهار الأستون في الوقت المناسب حسب ترتيب النشرة.
و عادة ما يستغرق ظهور الأستون على الهواء من 5 إلى 8 ثوان. و بالنسبة لضيوف الاستديو أو في المقابلات المسجلة مع الضيوف في الخارج، يظهر عادة مع بداية كل إجابة. و يظهر قبل انتهاء اللقاء مباشرة.
39
Lose Aston
هو أمر يوجه عادة من مساعد المخرج إلى الفيجين ميكسر لإخفاء الأستون بعد ظهوره لمدة كافية في الوقت المناسب حسب ترتيب النشرة.

40
Hard Copy
النسخة المطبوعة من محتويات النشرة التي يجب أن تكون في متناول المذيعين قبل البث بوقت كاف. كما يجب تزويدهم بأي نسخ معدلة من أي خبر خلال النشرة.

41
Last Question
هو أمر يوجه من المخرج للمذيع خلال إجراء المقابلة، و يعني أن السؤال القادم سيكون آخر سؤال في المقابلة. و توجيه الأمر مؤشر إلى قرب انتهاء المدة المسموح بها للمقابلة. كما أنه مؤشر إلى ضرورة توجيه السؤال الأفضل لعدم وجود فرصة أخرى لذلك.

42
Last Answer
هو إيعاز من المخرج (بعد التنسيق مع المنتج) للمذيع خلال المقابلة، يعني أن الإجابة الحالية هي آخر إجابة في المقابلة. و توجيه هذا الإيعاز يعني قرب انتهاء المدة المسموح بها للمقابلة.
بعد توجيه هذا الأمر، بالتنسيق مع منتج النشرة، يستعد الجميع للخبر التالي من الناحيتين التحريرية و الفنية. لذلك من غير اللائق أن يتجاهل المذيع الأمر و يواصل الأسئلة.
43
Off Air
هو الإعلان الرسمي لتسليم الهواء مرة أخرى لغرفة التحكم المركزية. و يجب على الجميع انتظار هذا الإعلان (عادة من مساعد المخرج) ليتحرروا من التزاماتهم. أي يجب ألا يقف المذيع أو يتحرك المصور قبل سماع هذا الإعلان الرسمي.






Jobs and Titles
وظائف ومسميات

44
Producer
منتج النشرة (رئيس تحرير النشرة) و هو المسؤول الأول و الأخير عن المضمون التحريري للنشرة. و يجب الالتزام بكلمة Producer لأنها أكثر دقة و استخداماً على الصعيد العالمي، كما أن استخدام كلمة Editor in Chief تعتبر خطأً إذ إنها تُستخدم عالمياً لتعريف المشرف العام على الأخبار أو رئيس الأخبار.

45
Presenter
مذيع النشرة

46
Broadcast Journalist or Journalist
محررو النشرة. و يجب الالتزام بتسمية "صحافي"؛ لأنها أكثر دقة من محرر أو مترجم. كما أن استخدام كلمة Editor تعطي انطباعاً مغلوطاً إذ إنها عالمياً تُستخدم لتعريف رئيس الأخبار.

47
Interviews Producer or Guest Booking producer
منتج المقابلات و هو الشخص المكلف باستقدام الضيوف سواء إلى الاستديو أو عبر الهاتف أو عبر الأقمار الاصطناعية.
عادة ما يقوم بالتفكير في الموضوعات التي تحتاج إلى التعليق عليها من قبل الضيوف أو المراسلين بالتنسيق مع منتج النشرة. و يشرف منتج المقابلات على الجوانب التحريرية و الفنية للمقابلة. كما يقوم بإعداد نسخة مسجلة منها للاستخدام في النشرات اللاحقة. عادة ما يوجد قسم كامل به عدد من المنتجين لتوفير هذه الخدمة بشكل لائق.
48
Assignment Producer
or Intake Producer
or Newsgathering Producer
مسؤول متابعة المراسلين. و هو الشخص المكلف بمتابعة نشاط المراسلين و تكليفهم بإنتاج التقارير و تسلم التقارير منهم و إعدادها للبث.
يقوم كذلك بمتابعة مستوى المراسلين من الناحيتين المهنية و التحريرية، و تقييمهم و توجيههم.
49
Programme (Strand) Editor
رئيس تحرير فترة بث (نشرات أخبار أو برامج). و هي وظيفة توجد في بعض القنوات الإخبارية لضمان الإشراف على ما يبث و التنسيق بين رؤوساء تحرير النشرات على مدار اليوم.

50
PA (Production Assistant)
مساعد المخرج. و هي وظيفة في غاية الأهمية إذ يقوم صاحبها بضبط الجاليري و التنسيق بين منتج النشرة و المخرج و الفريق الفني على الهواء.

51
Floor Manager
مشرف قاعة الاستديو. و هو شخص يتحرك خلال النشرة ما بين الاستديو و الجاليري (غرفة التحكم) لتنظيم دخول و خروج الضيوف بهدوء و أمان. كما أنه مسؤول عن طباعة مواد النشرة قبل بدء البث. و تسليم المذيعين أي نسخ معدلة أو موضوعات جديدة خلال النشرة.
عادة ما يستخدم مشرف الاستديو وسيلة اتصال لاسلكية مع المخرج. كما ينبغي أن يكون شاغل هذه الوظيفة شاباً نشيطاً راغباً في الحركة و بذل الجهد.
52
Autocue/Teleprompter Operator
مشغل جهاز القارئ الآلي. و هو المسؤول عن تحريك النص للمذيعين بالسرعة المناسبة لهم خلال النشرة. يقوم مشغل القارئ الآلي بعملية تحميل النشرة على الأوتوكيو عندما يأمره المخرج بذلك (عادة قبل النشرة بـ 10 دقائق و قبل القيام بتجربة العناوين)
يمكن أن يجلس داخل الاستديو أو في الجاليري، واضعاً سماعات تمكنه من الاستماع للهواء، و كذلك يشاهد 3 شاشات: الأولى هي شاشة سوداء تظهر النص ليتمكن من مطابقة الصوت مع النص الذي أمامه، و الثانية جهاز ENPS ليتمكن من متابعة ترتيب مواد النشرة و الأخبار الجديدة، و الثالثة هي تليفزيون عادي لمتابعة النشرة على الهواء.


إنتاج النشرة
مقدمة
نشرة الأخبار هي الوعاء الذي يصب فيه الصحافي التليفزيوني إنتاجه، و هي كذلك المنبع الذي ينهل منه المشاهد معلوماته عما يدور حوله سواء كان في وطنه أو في العالم. و بالتالي هي مكان اللقاء الذي يجمعك بالمشاهد (هدفك الحقيقي). و سر نجاح أي نشرة إخبارية يكمن في إدراك القائمين عليها لهذه الحقيقة. فلا يمكن التهاون في الإعداد لهذا اللقاء الذي طال انتظاره. في حياتك اليومية إن كنت مرتبطاً بموعد مع شخص يعنيك (صديق، قريب، رئيس في العمل، أو من قد يملك تقرير مصيرك الشخصي أو المهني...)، فإنك حتماً ستستعد جيداً لهذا اللقاء. و ستحرص على إعداد ما تقول بترتيب أفكارك، كما ستحرص على حسن المظهر و الهيئة، و على الحضور في الموعد المحدد.في مثل هذا الموعد ستكون حريصا على توصيل ما تريد من أفكار و معلومات و مشاعر بصورة مثيرة للاهتمام. و ستهتم بأن تترك انطباعاً إيجابياً لدى الطرف الآخر.و الأهم من ذلك كله و لكي تتمكن من تحقيق الأهداف السابقة كلها؛ أنك ستحرص على أن تلم باهتمامات و ميول هذا الشخص لكي يتسنى لك الإعداد الجيد للقاء المنتظر.من هنا ننطلق للحديث عن نشرة الأخبار باعتبارها الوسيلة الأهم و الأمضى للتواصل بينك كصحافي تليفزيوني و بين مشاهديك.كيف تستعد لنشرة الأخبار؟ و كيف تعدها؟ و ما أولوياتها؟ و متى يجب عليك تغيير و إعادة ترتيب هذه الأولويات؟ ماذا تقول؟ و كيف تقول ما تريد أن تقول خلال اللقاء؟متى تلتقي هذا الشخص المهم في موعدكما المحدد، و متى تضطر إلى طلب لقاء عاجل؟ و أحياناً متواصل لبحث أمور طارئة شديدة الأهمية.
الهدف من نشرة الأخبار
ربما يمكن أن نحصر أهداف العمل الصحافي في ثلاثة أهداف: الإخبار و التعليم و الترفيه. غير أن نشرة الأخبار تهتم بصورة مباشرة بالهدف الأول؛ أي هدف الإخبار و أحياناً ما تتطرق للهدفين الثاني و الثالث بصورة عرضية و غير مباشرة و فقط عندما يمكن أن يكون أي منهما (التعليم أو الترفيه) في إطار إخباري. نفهم من ذلك أن الإخبار في حد ذاته يظل هدفاً سامياً لنشرة الأخبار. يُقال في اللغة: "متى أخبرك فلان بذلك"؛ أي متى أعلمك، أي أضاف إلى معلوماتك.إذن من المستبعد أن تندرج المعلومات السابقة التي تعلمها من قبل تحت بند الإخبار أو الأخبار. و بالتالي يمكن تحديد هدف نشرة الأخبار حصراً في أنه توصيل معلومات جديدة لجمهور المشاهدين.و بسبب التسارع الذي تشهده تكنولوجيا المعلومات، و تعدد وسائل وصول المعلومة، تزايدَ حجمُ "الأخبار" المتاحة أمام أي وسيلة إعلامية بصورة يعجز معها العقل البشري عن استيعابها. و من ثم بات من الضروري إعادة تعريف الهدف بتحديده بشكل أكبر و التركيز فقط على مجموعة محددة من المعلومات (الأخبار).و لكن ما معيار الانتقاء؟ إنه واضح للغاية: اهتمامات المشاهد.و أياً ما كان مستوى إنتاج النشرة في أي مؤسسة إخبارية، فإنك من المستحيل أن تجد مؤسسة تتبنى معياراً آخر كمنطلق لسياستها التحريرية. فالجميع يدعي أنه يعتمد على اهتمامات المشاهد كمعيار لاختيار المعلومات و ترتيبها و إبرازها.غير أن تعريف المشاهد هو الذي يختلف من مؤسسة لأخرى، بل و داخل المؤسسة الواحدة من خدمة إخبارية لأخرى. فهناك مؤسسات تتوجه إلى المشاهد العربي عامة، و بالتالي تنتقي الأخبار بناء على ما تعتقد أنه يهم أغلبية الناطقين بالعربية.و هناك المؤسسات الإخبارية الوطنية التي تتوجه إلى المشاهد داخل حدود الدولة؛ و بالتالي تركز على ما قد يهم سكان هذه الدولة و يمس حياتهم اليومية. و هناك داخل الدولة خدمات إخبارية تتوجه لإقليم أو ولاية، و تحاول التركيز على ما قد يثير اهتمام سكان هذا الإقليم أو تلك الولاية. و هناك مؤسسات تتوجه إلى مواطني الدولة المقيمين في الخارج (القنوات الفضائية الحكومية بدأت أساساً تحت هذا الشعار رغم عدم تنفيذه بنسبة مرضية). بل إن هناك مؤسسات إخبارية تتوجه إلى سكان دول أخرى (الخدمة العربية أو الفارسية في الـ بي بي سي) فتنتقي من بين ملايين الأخبار في العالم ما تعتقد أنه يهم هؤلاء.و الأهمية في اللغة مشتقة من الهم أي ما قد يثير القلق و يستغرق الجهد و الفكر. و بالتالي أهمية موضوع ما بالنسبة إلي تُقاس بمدى ما يستغرقه فكري و وقتي و جهدي و لو بصورة محدودة في متابعة هذا الموضوع. و من هنا ما لا أهتم به و يسقط من سلم اهتماماتي يجب ألا تضعه المؤسسة الإخبارية التي تتوجه إليّ ضمن أولوياتها الإخبارية.و انطلاقاً من هذا المعيار المحدد للغاية بدأت معاهد و مؤسسات استطلاع الرأي العام و قياسه في العالم تجد في المؤسسات الإخبارية زبائن جددا. فتقوم بمحاولة الإجابة عن تساؤلات؛ مثل: متى يرغب الجمهور المستهدف في مشاهدة نشرة الأخبار؟ و ما الأخبار الأكثر أهمية؟ بل و ما الشكل الأنسب للخدمة الإخبارية (سريعة، مفصّلة، تتضمن أخباراً دولية أم لا، مدة الخبر المثلى، شكل الخلفية، الألوان الأنسب لذوق المشاهدين، طريقة القراءة، ملابس المذيعين، و غيرها). لكن لا تعتقد أن الهدف أخلاقي بحت؛ فبالإضافة إلى الهدف الأخلاقي هناك هدف تجاري. فتغطية تكلفة أي خدمة إخبارية إما أنه يرتبط بسياسة إعلانية ترغب في التنافس على حصة أكبر من الدعايات (إن هي أثبتت حصولها على حصة كبيرة من المشاهدين)، أو أنه يرتبط بسياسة المتابعة الوطنية للقيمة التي يمثلها إقبال المشاهدين لمعرفة مدى استحقاق الخدمة للتمويل العام من دافعي الضرائب.و إذا أخذنا الـ بي بي سي مثالاً؛ و هي مؤسسة تحظر بث الإعلانات التجارية في الأغلبية العظمى من خدماتها، و يعتمد تمويلها فقط على مساهمات المشاهدين عبر دفع الرخصة السنوية (135.50جنيها إسترلينيا في العام)؛ سنجد أنها تخضع لنوعين من المتابعة لمستوى جودة الإنتاج: الأول داخلي يمثله مجلس الأمناء و هو جهة مستقلة، و الثاني خارجي تمثله مؤسسة تدعى الـ OFCOM أو مجلس الإعلام. و هو هيئة مستقلة تنظم أمور الإعلام و الاتصالات، و تمتد سلطتها عبر التلفزيون و الإذاعة و الاتصالات السلكية و اللاسلكية. كما أنها تخضع لتجديد ميثاقها عبر البرلمان كل مدة زمنية معينة. و كان أحدث تجديد لميثاقها في الأول من يناير/كانون الثاني العام ألفان و سبعة، و تنتهي مدته في الواحد و الثلاثين من ديسمبر/كانون الأول العام ألفان و ستة عشر. و من أجل المرور من بوابات المتابعة هذه، عليها أن تثبت استحقاقها لأموال الشعب بإثبات أن أغلبية الشعب، عبر استطلاعات الرأي اليومية، تفضل مشاهدة أخبار و برامج الـ بي بي سي. و بالتالي تحاول الـ بي بي سي تقديم ما تسميه خدمة الصالح العام؛ لأنها تعتمد في تمويلها على المال العام.إذن تعود الكرة مرة أخرى إلى ملعب القيمة التي يمثلها المشاهد عبر قياس تفضيله لشئ ما و إعراضه عن شيئ آخر.و هنا يكمن سر الصنعة... صنعة الأخبار التليفزيونية، و كيف تكسب الجمهور، و كيف تدفعه إلى متابعة النشرة عبر الربط بينها و بين أهداف و اهتمامات المشاهدين. بشرط أن تستند لا على ادعاءات نظرية أو تعميمات مزيفة، بل استطلاعات مدروسة و قياس تفصيلي للنقد الذي يرد من الجمهور لهدا البرنامج أو داك.إذن هدف نشرة الأخبار هو إخبار الجمهور المستهدف من المشاهدين بالمعلومات التي تهمه و بالشكل الذي يروقه بناءً على دراسة توجهات و تفضيلات أغلب المنتمين إلى هذا الجمهور.
مكوناتها الأساسية
تضم النشرة عادة كل ما يندرج تحت وصف أخبار. أي كل المعلومات المنتقاة بعناية كي يساهم تقديمها في تحقيق الهدف من نشرة الأخبار. لكن جرت الأعراف التليفزيونية على تقسيم هذه المعلومات المنتقاة إلى أجزاء، كي يسهل على المشاهد متابعتها و استيعابها. فهناك:- عناوين الأخبار Headlines؛ أو الاستعراض السريع جداً للموضوعات التي يعتقد معدو النشرة أنها رئيسة؛ أي تحظى بالاهتمام الأكبر لدى المشاهدين.- الموضوع الرئيس Main/Lead Story؛ أو الموضوع الذي يتصدر النشرة فور انتهاء العناوين و بداية فقرات النشرة. و يتنوع الشكل الذي يظهر فيه من OOV إلى تقرير، و ربما يكون CAP.- لموضوعات الرئيسة الأخرى Other Main Stories؛ و هي الموضوعات الأخرى التي وردت في العناوين. و تختلف أشكالها الفنية كذلك حسب المادة المتاحة.- باقي موضوعات النشرة Other Stories؛ و هي أخبار يعتقد القائمون على إعداد النشرة أنها مهمة لكنها أقل أهمية لدى المشاهد من تلك الأخبار التي وردت ضمن العناوين. و قد يكون من بين هذه الموضوعات موضوع إنساني أو ثقافي أو فني.- اللقاءات الحية Live Interviews؛ و هي حوارات قصيرة مركزة يجريها مذيع النشرة على الهواء إما مع مراسلين (صحافيين يعملون في المؤسسة الإخبارية)، أو ضيوف آخرين؛ بهدف تقديم آخر الأخبار، و هو السبب الرئيس لأن تكون على الهواء، أو تقديم توضيح (و ليس تحليل) لتفاصيل الأخبار. و تختلف أشكال هذه اللقاءات فنياً ما بين لقاءات عبر الهاتف (بالصوت مع جرافيكس)، إلى أخرى عبر الأقمار الاصطناعية (بالصوت و الصورة)، إلى لقاءات في الاستديو نفسه.- اللقاءات المسجلة Pre-Recorded Interviews؛ و هي حوارات قصيرة و مركزة تم إجراؤها إما في نشرات سابقة و لا زالت تحتفظ بقيمتها المعلوماتية أو التوضيحية، أو تم إجراؤها في وقت سابق على النشرة نتيجة تعذر إجرائها على الهواء لأسباب فنية أو لوجيستية. و قد ترتبط اللقاءات الحية أو المسجلة بموضوع ما، أي تأتي مكمّلة له، و قد تمثل موضوعاً قائماً بذاته. و يعتمد الأمر على ظروف الخبر و ملابسات إعداد النشرة.- النقل الحي ضمن النشرة؛ و هو نقل مخطط له؛ أي جاء مرتباً ضمن سياق النشرة و لم يكن مفاجئاً لمعدها. و لا تتعدى مدة النقل الحي ضمن النشرة عادة الدقائق الثلاث، و غالباً ما يصاحبه لقاء حي مع مراسل ميداني أو ضيف في موقع الحدث. و من أمثلة النقل الحي القصير المخطط له، أن يعلم معد النشرة أنها تتقاطع مع إطلاق مكوك فضاء، أو وصول رئيس دولة في زيارة حساسة، أو بداية مسيرة حاشدة ممتدة طوال اليوم؛ فيقرر أن يتعامل مع الموضوع كخبر و لكن باستخدام المادة حية، لا أن ينتظر أن تنتهي و يقتطع منها جزءًا و يتعامل معه كخبر لاحق.
مراحل الإعداد لنشرة الأخبار التليفزيونية
ما المطلوب إذن منك كمنتج أو رئيس تحرير للنشرة كي تحصل على المكونات الأساسية للنشرة في وقت مناسب لتوقيت بث النشرة و شكل ملائم للسياسة التحريرية للمؤسسة؟- الاجتماع التحريري: في معظم مؤسسات العالم الإخبارية التليفزيونية، تبدأ مراحل الإعداد لنشرة الأخبار باجتماع تحريري يتداول فيه الصحافيون القائمون على إعداد النشرة الأفكار عبر استعراض الأجندة الإخبارية المعدة سلفاً، و الأخبار التي وردت عبر المصادر المختلفة حتى لحظة انعقاد الاجتماع. ثم يتباحث أعضاء الفريق في الاحتمالات الممكنة لتناول ما لديهم من أخبار، كما يتم تقسيم العمل بين الحاضرين، و تكليف المراسلين بالمهام المتفق عليها خلال الاجتماع.- تدوين محضر الاجتماع التحريري: و ذلك في مكان يسمح لفريق العمل باستذكاره خلال اليوم. فالمحضر يتضمن الموضوعات الإخبارية الرئيسة، و الكيفية التي تم الاتفاق على تناولها من خلالها، و التكليفات التي اتُفق عليها بشكل تفصيلي. و عادة ما يقوم منتج النشرة بهذه المهمة، فهو الذي يقوم لاحقاً بتعديل المحضر كلما استجد جديد أو تغيرت التكليفات. كما يقوم بتدوين ملاحظاته المتعلقة بمدى القيام بالتكليفات. و يمثل هذا المحضر، أو ما يسمى في بعض المؤسسات بـ Prospects، المرجع الأساس لك كمنتج النشرة و المنظم الأول لأفكارك. و الوقت الذي تستغرقه في كتابته تفصيلياً، ثم تعديله كلما جد جديد، ليس وقتاً ضائعاً، بل هو أفضل وسيلة لتنشيط ذهنك و الحفاظ على انتباهك لمستوى سير العمل بالنشرة.و أحياناً ما يساعد المحضر بعض المنتجين على تذكر توقيت نقل حي معين أو وصول مادة فيلمية متوقعة؛ فهو السكرتير الصحافي الأمين لمنتج النشرة.و فائدة دخول أعضاء الفريق على موقع كتابة المحضر تكمن في الحفاظ على روح الفريق و استثمار إمكانياتهم الذهنية. فعادة ما ينضم بعض الصحافيين للفريق في وقت لاحق على الاجتماع فيمثل المحضر وسيلة التواصل بين الفرق الإخبارية. - متابعة سير العمل في غرفة الأخبار: يمتلك المنتج الناجح رؤية متكاملة لشكل الموضوع الذي يريده، و يمتلك كذلك قدرة على شرح طريقة إنجاز تلك المهمة. و عادة ما يبدأ أعضاء الفريق في إنهاء المراحل الأو لية من المو ضو عات التي تم تكليفهم بها مع نهاية الساعة الأو لى التالية للاجتماع التحريري. عليك إن كنت منتجاً للنشرة متابعة سير عملهم، و مراجعة النصوص الأولية و الخطط التي وضعوها لإنتاج تقاريرهم. و عليك القيام بهذه المهمة بروح الزميل المسؤول عن الشكل النهائي للعمل، لا بمنطق الرئيس الذي يفرض رؤيته من دون حجة. ناقش الصحافيين في رؤيتهم إن اختلفت مع رؤيتك. اسألهم عن طبيعة المادة الفيلمية. توجه معهم لمشاهدتها إن كان الموضوع معقداً أو حساساً. قيامك بتلك الخطوات يضمن أمرين: استمرار إلمامك بتفصيلات المادة الأولية للنشرة، و استمرار احترام فريق العمل لك و تقديرهم لطبيعة المسؤولية الملقاة على عاتقك. فالمنتج ليس منسقاً يقوم بتوزيع المادة ثم جمعها لاحقاً في نشرة، بل هو منتج أي عليه المساهمة في الإنتاج بتحديد رؤيته و تشجيع العمل بروح الفريق لدى الصحافيين.- متابعة سير العمل خارج غرفة الأخبار: و ذلك عبر التواصل مع المراسلين أو الموفدين للتغطيات الخارجية، إما بشكل غير مباشر عبر متابعة عمل المسؤولين عن قسم المراسلين، أو بشكل مباشر عبر الاتصال الشخصي بالمراسلين. حاول دائماً الموازنة بين الأسلوبين بحذر؛ فالاتصال المباشر بالمراسلين في مناطق الخطر أو المكلفين بموضوعات حساسة يضمن لك الإلمام المعلوماتي و الاحترام الإداري، غير أن الإفراط في ذلك يُفقد هيبة المسؤولين عن التواصل مع المراسلين، و يورطك في تفصيلات عملهم، و أنت في غنىً عن ذلك.حاول دائماً إنهاء الحوار مع المراسلين بالتذكير بأن التفصيلات يجب أن تمر عبر قسم المراسلين. كما حاول أن تنتهي مكالمتك بتسليمك الهاتف إلى أحد أفراد ذلك القسم. و يا حبذا لو تمت المكالمة من مكتب القسم، و باستماع أحد أفراده، فتضمن استمرار التنسيق و عدم تضارب القرارات.- متابعة وكالات الأنباء المكتوبة: فوكالات الأنباء المكتوبة هي المصدر الرئيس للأخبار، و هي الأسرع و الأدق و الأشمل. و رغم انشغالك بتوزيع العمل خلال الاجتماع التحريري، ثم متابعة سير العمل داخل غرفة الأخبار و خارجها، فإن متابعة الأخبار المكتوبة هي مهمتك الأولى. حاول تكليف من يقوم بتلك المهمة إن كنت ستنشغل في مشاهدة تقرير أو نقاش صحافي لفترة تزيد عن 5 دقائق. فأسوأ ما قد يحدث لمنتج النشرة أن ينتبه لخبر ما عبر قناة تليفزيونية أخرى.حاول تثبيت وكالة أو اثنتين أمامك بشكل دائم. عادة ما تستخدم وكالات الأنباء التوقيت كمرجع لترتيب الأخبار، إن انقطعت عن المتابعة تذكر آخر توقيت لآخر خبر قرأته، و بالتالي يمكنك دائماً الرجوع لمتابعة الأخبار من حيث انتهيت. مع احترافك مهنة الإنتاج يمكنك معرفة مدى أهمية الخبر من دون الحاجة لقراءته كاملاً. احرص على متابعة وكالات الأنباء الأقل أهمية من الوكالتين الرئيستين بشكل منتظم. متابعة الوكالات المكتوبة تضمن لك صورة أشمل لما يدور حولك و تساعدك على تدارك أخطاء و هفوات الاجتماع التحريري، و بالطبع متابعة ما يستجد من أخبار. والوكالات المكتوبة هي المؤشر الرئيس الذي عن طريقه تتوقع ما الذي من المحتمل أن تتضمنه وكالات الأنباء المصورة.- متابعة وكالات الأنباء المصورة: فهي المصدر الرئيس للمادة الفيلمية لنشرة الأخبار. فحتى إن كانت لديك شبكة عالمية للمراسلين، تظل الوكالتان المصورتان الرئيستان (REUTERS & APTV) هما المرجع الرئيس للمادة الفيلمية. ففي أحيان كثيرة يختلف موقع الكاميرات في الميدان وغالباً ما لا يتمكن المراسلون من إكمال مادتهم الفيلمية من دون الاستعانة بالوكالات الدولية أو المحلية. و متابعتك لها تكفل لك تصوراً عن المادة الفيلمية المتاحة. نجاحك كمنتج أخبار تليفزيوني يكمن في قدرتك على تنمية العين اللاقطة للخبر؛ فالمتابعة عبر الكمبيوتر للوكالات المصورة لا تعني شيئاً من دون المتابعة الفعلية. لتنجح كمنتج يجب أن توفر عدداً من شاشات المتابعة أمام موقع جلوسك الطبيعي. حاول تحريك عينيك باستمرار بين الشاشات و بين الكمبيوتر. تأكد أنها مهارة تتحول إلى عادة فطرية، و ستساعدك على تنمية فيروس الصورة داخلك. و كذلك فيروس المتابعة الخبرية؛ و هما ضروريان لمنتج الأخبار التليفزيوني.- متابعة القنوات التليفزيونية: كثيراً ما تنتبه لفكرة أو لنقل حي أو لصور متاحة أو لضيف متميز عبر متابعة القنوات التليفزيونية الأخرى. يجب أن تضم اللوحة التي أمامك عدداً من تلك القنوات. هذه اللوحة مع الوكالتين المصورتين تكفل لك متابعة حية و جلوساً مثمراً أمام الكمبيوتر. و تقدم لك تدريباً متواصلاً على أساليب و أفكار العمل الإخباري التليفزيوني. تأكد من أن عادة متابعة الآخرين ليست خطأً أو ضعفاً بل إن كبريات غرف الأخبار في العالم تفعل ذلك.- الإعداد التدريجي لمكونات النشرة: و ذلك عبر نقل المادة التي تمت مراجعتها ثم تم الانتهاء من إعدادها من مكان إلى آخر (حتى و لو على الورق)؛ و هكذا ستضمن رؤية واضحة للوضع الذي أنت عليه و الكم المتاح من المواد. و يتضمن الإعداد التدريجي التفكير في اللقاءات الحية التي ستحتاج إليها لتغطية النقص المعلوماتي أو لتوضيح جوانب الموضوعات الإخبارية، و من ثم يأتي بعد ذلك الترتيب مع المتحدثين تحريرياً بالبحث العلمي، و لوجيستياً بحجز الأقمار الاصطناعية المطلوبة.- الإعداد النهائي للنشرة: و ذلك بالبدء في ترتيب الموضوعات، و التأكد من الانتهاء من إعداد التقارير، و التأكد من وصول التقارير الواردة من المراسلين. عادة ما يجب أن تقوم بهذه المهمة مع بداية الساعة الأخيرة التي تسبق النشرة. ثم يلي ذلك اتخاذ القرار النهائي بشأن العناوين ثم كتابتها و القيام بمونتاجها. يُفضل أن تقوم أنت كمنتج بعملية مونتاج العناوين بنفسك؛ فهي بمثابة روح النشرة و فلسفتها. و لا يفضل أن تزيد العناوين عن ثلاثة حتى لا تتأخر في البدء بالنشرة. كما لا يفضل أن يتناول العنوان الواحد أكثر من زاوية واحدة من الخبر. و كذلك يجب ألا يزيد طول العنوان الواحد عن 5 ثوان أي 10 كلمات.- الاجتماع التحضيري للنشرة: و هو اجتماع مختصر و سريع يضم منتج النشرة و مذيعها و المشرفين الآخرين على العمل في اليوم؛ كمسؤول المراسلين، و المشرف على الاتفاق مع ضيوف المقابلات. و أحياناً ما يرغب رئيس التحرير في حضور هذا الاجتماع. الهدف هو التأكد من وحدة الرؤية و الهدف من المقابلات، و الترتيب لأي نقل حي محتمل، و وضع مذيع النشرة في صورة أهدافك بصفة عامة. عادة ما يتم هذا الاجتماع على رأس نصف الساعة الأخيرة و لمدة عشر دقائق أو ربع ساعة على الأكثر. و حكمة التأخير بعقده هو ألا تطرأ تغييرات جذرية بعد انتهائه.- اللمسات الأخيرة: و تتمثل في التأكد من جاهزية العناوين و الموضوعات الرئيسة (الموضوع الأول بشكل خاص)، و صلاحية الاتصال الهاتفي أو عبر الأقمار الاصطناعية مع الضيوف (الضيف الأول بشكل خاص). كما تتمثل في مرورك سريعاً على ما لديك من مواد، و قراءتها بصوت مسموع (المادة الأولى بشكل خاص). و الهدف من هذه الخطوة هو تجنب المفاجآت غير السارة. فالخطأ في المادة الأولى أو الضيف الأول يؤدي غالباً إلى ارتباك النشرة كلها، حتى لو كانت باقي الموضوعات جاهزة. كما أن تأخر ظهور الضيف الأول يسيء بشدة إلى الشكل العام للنشرة. أما الكارثة الحقيقية فهي الخطأ في العناوين أو عدم جاهزيتها. لذلك توفر عليك هذه الخطوة (اللمسات الأخيرة) الكثير من المتاعب المحتملة. و على الرغم من أنك عادة ستقوم بذلك في العشر دقائق الأخيرة، فإنها تكفي لتعديل الموقف إن كان لا يوجد بديل عن التعديل. و ربما تمكنت من تغيير ترتيب النشرة و تبديل العناوين لإنقاذ الموقف. حتى في حال استحالة التعديل سيمكنك على الأقل الاتفاق مع فريق الاستديو على طريقة جيدة لتنفيذ الجزء الذي يعاني من الخلل.
ترتيب مواد النشرة الآن قد استكملت إعداد النشرة الإخبارية المطلوبة و توجهت إلى الاستديو لمتابعتها. قبل الحديث عن إدارة النشرة داخل الاستديو، يجب توضيح كيف تم ترتيب النشرة، و ما المنطق الذي حكم هذا الترتيب؟في الخدمات الإخبارية الحكومية المدارة سلطوياً يفرض منطق السلطة نفسه كمنطق لترتيب النشرة. فتأتي أخبار السيد الرئيس أولاً، ثم السيد نائب الرئيس، ثم السيد الوزير الفلاني، و هكذا بحسب مدى "أهمية" السلطات الممنوحة لكل منهم. و الأهمية هنا مُفترضة؛ فمن أقر هذا النوع من الترتيب يفترض تلقائياً أن المشاهد يهتم بالمسؤولين السابق الإشارة إليهم الاهتمام نفسه لدى القائمين على النشرة. لكن الواقع أن هذا المنطق متوارث لأسباب لا علاقة لها بالعمل الصحافي بقدر ما لها علاقة بحسابات البقاء في المناصب. الغريب أنه أحياناً ما تكون افتراضات من يفرض هذا المنطق على المؤسسة التليفزيونية تختلف عن افتراضات السيد الرئيس نفسه الذي قد يتساءل لماذا يصر تليفزيون دولته على الاحتفاظ به كمادة رئيسة حتى لو قامت الحرب العالمية الثالثة. فكثيراً ما نكون في تليفزيوناتنا الحكومية العربية ملكيين أكثر من الملك، بينما يجب أن نكون شعبيين أكثر من الشعب، لأنه فعلاً هو الذي يوفر لنا قوت يومنا و اللقمة التي نضعها في أفواه أطفالنا.المهم... ما المنطق المتعارف عليه دولياً لترتيب النشرة؟ ببساطة هو منطق ترتيب أهمية الأخبار بالنسبة للمشاهد. بمعنى أنه كلما كان الخبر أكثر تأثيراً في الحياة اليومية للمشاهد كلما احتل موقعاً أعلى في ترتيب الأخبار. ففي العالم الأول تأتي أخبار الميزانية و الضرائب و الأسعار و التعليم و الصحة على رأس الأولويات. لماذا؟ لأنها تعني المشاهد.أحياناً لا يوجد ما يكفي من أخبار تهم المشاهد بشكل مباشر مثل تلك الأمثلة. في هذه الحالة قد يتصدر خبر دولي النشرة. و لكن الأخبار الدولية كثيرة، لماذا أختار خبراً دولياً لأبدأ به النشرة؟ .... هل تعرف الإجابة ؟ببساطة عندما يكون لهذا الخبر علاقة بالمشاهد. أي تتصدر أخبار العراق نشرات أمريكا و بريطانيا لأن لهما جنوداً هناك. و تتصدر أخبار زيادة أسعار النفط نشرات أوروبا لأنها ستؤدي إلى زيادة أسعار الوقود و إرباك الحالة الاقتصادية، و بالتالي تؤثر في الحياة اليومية للمشاهد.و لكن أحياناً لا يوجد ما يكفي من هذه الأخبار كذلك... ما العمل؟ هنا أجمعت مدارس الأخبار الدولية على أن الخبر الذي له بعد كوني أي يؤثر على قاطني الكوكب جميعاً يحتل الموقع الأول. مثل أخبار الاحتباس الحراري، و مشكلات البيئة، و الجهد الطبي لمكافحة الأمراض الرئيسة في العالم كالإيدز و السرطان. ثم تأتي بعد ذلك الأخبار التي لها طابع إنساني؛ أي تلك التي تؤلم مشاعرك كإنسان؛ مثل أخبار الكوارث الطبيعية، و الحوادث الكبرى التي تحصد أرواح مئات البشر.
إذن منطق الترتيب سهل و يجعل من عملية إعداد النشرة تدريجياً أمراً ممتعاً. لكن كثيراً ما يختلف القائمون على أمر النشرة في الرأي بين خبرين أيهما أقرب إلى قلب اهتمامات المشاهد. هنا عليكم الاحتكام لثلاثة أمور: الأغلبية، و الاعتبارات العملية، و اعتبارات الصورة. فهناك الكثير من الأخبار المهمة لكن بسبب غياب العناصر التليفزيونية المبهرة؛ كالصور الحديثة أو التغطية الحية، يجب أن نؤخرها قليلاً، لنفسح المجال أمام موضوعات يمكننا إعدادها بصورة أكثر جاذبية. ثم هناك الاعتبارات العملية بمعنى وصول التقرير من عدمه، توفر الضيف المناسب، و هي تكون حاسمة في اتخاذ قرار ترتيب النشرة.ثم إن ظلت الصورة غامضة و غير محسومة، احتكموا لرأي الأغلبية. فأنتم في غرفة الأخبار عينة عشوائية لجمهور المشاهدين.غير أنه إن كان أمر ترتيب الأخبار الرئيسة محسوماً في كثير من الأحيان، تظل الأخبار الأخرى عرضة للتهميش أو الإبراز حسب أهواء المنتجين. فكيف نوحد المعايير؟هنا يجب تطبيق منطق أن الاختلاف رحمة، و أن اختلاف الرأي يعبر عن اختلاف أذواق المشاهدين و بالتالي ليس عيباً. لكن عليكم الانتباه إلى مسألة الإهمال المتكرر لخبر معين بشكل غير متعمد، أو الإهمال المتكرر للأخبار الثقافية أو الطريفة.و كذلك عليكم الانتباه للخطأ الشائع المتعلق بالالتزام بالترتيب الجغرافي. و هو أمر يؤدي إلى ملل المشاهد و فقدان النشرة لحيويتها. فمن غير المنطقي أن تحتل أخبار العراق عشر دقائق كاملة بينما العنوان الثاني أو الثالث لم نأت على ذكره بعد.الحل هو الاستبعاد بقسوة للأخبار الأقل أهمية، و الالتزام بمبدأ أن موضوعات العناوين الثلاثة الأولى يجب أن يتم الانتهاء من تناولها في الربع ساعة الأولى. فمن حق المشاهد الذي تابع العناوين أن تتم الإجابة عن تساؤلاته التي أثارتها العناوين. و أن يتم ذلك على الأكثر في ربع الساعة الأولى. أخيراً فإن منطق ترتيب النشرة يخضع لما يُسمى بالحس العام Common Sense ، و هو مهارة لا يمكن تعلمها إلا بالممارسة و الجرأة على اتخاذ قرارات غريبة أحياناً. كما أن منطق ترتيب النشرة يخضع لفكرة البناء الدرامي. و المنتج الجيد هو الذي يتمكن من مشاهدة النشرة في ذهنه قبل الدخول إلى الاستديو، و بالتالي يشعر أين الخلل قبل أن يحدث الخلل فعلاً.و إيقاع النشرة أمر يتحدد أولاً من قبل المنتج الذي يفرض ترتيبه للأخبار إيقاعاً معيناً قد يؤكده المذيع بطريقة معينة في القراءة، ثم يؤكده المخرج بطريقة معينة في تقطيع الصور و الصوت. اجتهدوا جميعاً لرفع إيقاع النشرة و الإمساك بالمشاهدين.
إدارة النشرة على الهواء
احرص على الوجود في الاستديو 5 دقائق على الأقل قبل بداية النشرة. فور دخولك الاستديو تأكد من وجود الفريق كاملاً خاصة المذيع و المخرج. اطلب تجربة العناوين و الخبر الأول، فإن كانت هناك كارثة من الممكن حتى الآن تداركها ابدأ في التعامل معها، و حاول أن تعمل بكل حواسك لمتابعة الأمور التالية جميعاً و بالدرجة نفسها من الانتباه:- صوت المذيع: لعلك تنتبه إلى خطأ فادح يجب عليك توجيه المذيع لتداركه.- الصورة عبر البث النهائي (كمشاهد).- وكالات الأنباء المكتوبة أمامك على شاشة الكمبيوتر.- مصادر صور وكالات الأنباء المصورة التي يجب أن تتوافر بالاستديو (فقد يبدأ بث حي أو يقع خبر عاجل و أنت على الهواء).- الخطوة القادمة أو (التحسب لما قد يقع): بمعنى أنه عليك دائماً الانشغال بخطوة أو خطوتين إلى الأمام. انتبه للخبر التالي و الذي يليه فهناك وقت لإصلاح إي خلل إن كان هناك خلل.- المصدر الخاص بالـ CG و ذلك قبل ظهور الأسماء على الهواء، فقد تحول دون وقوع كارثة (مثل ظهور اسم شخص مهم جداً على صورة شخص آخر).- المصدر القادم من غرفة الجرافيكس قبل استخدامه، فلعلك تنتبه أن هذا الشخص ليس هو المطلوب، أو أن اسم العاصمة السورية مكتوب "دمق" بدلا من دمشق.- التواصل مع الزميل المنتج التالي إليكترونيا إن أمكن لتنبيهه لإصلاح الأخطاء بدلا من تكراراها.في حالة حدوث خطأ فادح مثل عرض تقرير محل تقرير آخر؛ تصرف بهدوء، نبّه المخرج أن يطلب من المذيع أن يعتذر بهدوء، ثم ابدأ بالتقرير الصحيح إن كان جاهزاً، أو اعتذر فقط و لا تعد بتقديم التقرير في النشرة بل بتقديمه حال جاهزيته. في حال وجود لقاءات حية تأكد دائماً من أن اللقاء جاهز من الناحية الفنية قبل تنفيذه بوقت كاف، و إلا عليك بتأخير الخبر المرتبط باللقاء قليلاً، فأسوأ شيء في نشرات اليوم اللقاءات التي تبدأ بكلمة: "و نعود إلى خبر فلسطين، و معنا من غزة...". من الممكن تجنب كلمة نعود لأنها تقطع السير الطبيعي للنشرة. حاول تأخير الخبر قليلاُ لحين تحضير اللقاء.أثناء اللقاءات الحية استمع للحوار جيداً و حاول توجيه المذيع إن كانت هناك فرصة لتحسين مستوى الأسئلة.احرص على متابعة توقيت النشرة في أوقات متفاوتة و مقارنة ما تم تقديمه مع ما تبقى لربما تحتاج المزيد من المواد أو ربما تحتاج إسقاط بعض المواد.لا تغادر الاستديو بأي حال قبل انتهاء النشرة تماماً و تسليم الهواء للـ MCR.
الأخبار العاجلة و النقل الحي
ما الخبر العاجل؟ هو خبر يمثل تغيراً مفاجئاً و درامياً للسير المتوقع للأحداث فيما يتعلق بموضوع يقع في صلب اهتمامات الجمهور المستهدف. ما الفارق بينه و بين الخبر الرئيس في صدر أي نشرة؟ هو أنك لا تنتظر النشرة المقبلة، بل تقطع الإرسال و تبث الخبر Breaking News.بالطبع تختلف السياسات التحريرية بين المؤسسات التي تقدم خدمات إخبارية. فهناك من القنوات التليفزيونية (خاصة العامة منها) من تعتقد أن الخبر سيخرج فقط في النشرة المقبلة. و هناك مؤسسات تعتمد سياسة الخبر العاجل. لكن في كل الأحوال يجب أن يتم توضيح هذه السياسة كي يتسنى لمنتج الأخبار إدراك حدود صلاحياته في قطع الإرسال من عدمه.المهم في مسألة الخبر العاجل هو أنه بافتراض أن المؤسسة الإخبارية التي تعمل بها تتبنى فكرة قطع الإرسال عندما ترى أنت كمنتج ضرورة لذلك، عليك أن تتحمل مسؤولياتك.لذلك ابتكرت بعض المؤسسات الإخبارية نظام الخبر العاجل من دون قطع الإرسال. و هو بث الخبر ضمن شريط مكتوب أو بضغط الشاشة مع استمرار البرنامج أو الفقرة الأصلية. أي أنك كمنتج ازدادت خياراتك إن كنت تعمل في مؤسسة تسمح بذلك، و كذلك ازدادت مسؤولياتك.متى تقطع الإرسال؟ اسأل نفسك، هل يتحمل الأمر الانتظار؟ أم أن الجمهور سيكون شغوفاً بمعرفة تفصيلات الخبر. تذكر أن المبالغة في أهمية خبر ما ستنعكس سلباً على إدراك الجمهور لأهميته الحقيقية. و لا تقطع الإرسال إلا إذا كنت جاهزاً بمادة إخبارية واضحة، أو برسالة محددة يمكنك من خلالها تبرير القطع.متى تختم الخبر العاجل؟ هناك احتمالان: إما قرب بداية النشرة التالية؛ عندما تقرر أن الأمر يمكن الاستمرار في تغطيته بصورة أفضل إن تم ترتيب الأفكار داخل النشرة التالية. هنا عليك التأكد من جاهزية شكل النشرة كنشرة و عناوين و مادة قبل أن تقرر مثلا أن تنهي البث العاجل قبل موعد النشرة بخمس دقائق بقول المذيع :"نتابع تفاصيل هذه التغطية الإخبارية بعد فاصل قصير...". و الاحتمال الثاني هو وقف البث العاجل عند استيفاء الأمر حقه معلوماتياً. و تأكد مرة أخرى أن المبالغة و التطويل حتى لأسباب تنافسية "تفسد الطبخة الإخبارية الجميلة التي بدأتها بقطع الإرسال و بداية البث العاجل. فـ "كل ما زاد عن حده انقلب إلى ضده".ماذا تفعل أثناء البث العاجل؟ الإجراءات الفورية عند اتخاذ قرار قطع الإرسال و بداية البث العاجل هي: تقسيم العمل، تكليف من ينوب عنك في غرفة الأخبار؛ فربما تحتاج النشرة إلى المزيد من المتابعة، إن كان الخبر العاجل كبيرا جداً (على مستوى 11 سبتمبر) عليك الاتصال بالمسؤولين عن الأخبار أو القناة و إبلاغهم. ثم يجب أن تقوم باستدعاء طاقم احتياطي و مذيع احتياطي لربما امتد البث و احتجت لتبديل الطاقم، ثم تكليف من يقوم بتسجيل البث في غرفة مونتاج لإعداد فقرات منه؛ مثل معالجة اللقاءات الحية المهمة، و استخراج أخبار منها، و إمكانية بثها مرة أخرى خلال البث الحي. و عليك أيضا أن تقوم بتكليف من يراقب مصادر الصور لمد الإرسال بمزيد من الطاقة و القدرة على الاستمرار، و تكليف من يقوم بالاتصال بالضيوف المعنيين لمد الإرسال بالمزيد من المادة، و تكليف من يراقب القنوات الأخرى لمعرفة هل أنت تغرد خارج السرب أم أن الجميع يسير تقريباً في الاتجاه نفسه.هناك إجراءات فورية و لاحقة لانهائية تتوقف على طبيعة الحدث و هيكل غرفة الأخبار. لكن أهم ما في الأمر هو فكرة السيطرة على الموقف عبر تقسيم الأدوار و توضيح المهام و تكليف الجميع بالعمل و ضمان عدم تضارب التكليفات.استمر أثناء البث العاجل في التواصل مع قسم البرامج و قسم البث لتنسيق متى ستعود البرامج إلى طبيعتها. فهؤلاء عادة يتعاونون معك و يسمحون لك بقطع الإرسال في أي وقت، لذلك يجب عليك التنسيق معهم قبل وقف البث العاجل لعلهم يحتاجون دقائق معدودة أطول لترتيب أوضاعهم بصورة أفضل.النقل الإخباري الحي: ربما أدى تفجر خبر عاجل إلى بداية بث حي، و ذلك بعد توفر المادة الفيلمية الحية للخبر العاجل. لكنه في هذه الحالة يظل بثاً عاجلاً. إذن البث الحي هو خبر ليس عاجل. أي هو خبر متوقع و معروف بشكل مسبق و مرتب لتغطيته.باختصار المقبلة هو نشرة أخبار تهتم بخبر واحد لكن مادتها تُعرض حية.التحضير للبث الحي: جمع المعلومات عن: طبيعة الحدث، موقعه، متى سيبدأ تقريباً؟ و أي مدة سيستغرق؟ بأي لغة سيكون (لتحضير المترجمين)؟ هل سيحتاج الأمر إلى شرح معلوماتي بعد انتهاء الحدث (لتحضير مراسلين أو ضيوف)؟ هل يحتاج الخبر إلى تحضير تقرير عن خلفية الحدث؟ من أي مصدر ستأتي الصور؟ و هل هناك مصدر احتياطي؟أي أن قواعد عملية التخطيط تستخدم هنا لتحضير تغطية إخبارية متوقعة لكنها تختص بخبر واحد.ماذا أفعل أثناء البث الحي؟ المتابعة الدقيقة و كتابة كل ما يحدث و تكليف أكثر من صحافي بفعل ذلك. تأكد من تسجيل البث الحي تسجيلاً نظيفا (أي دون logo) في إحدى غرف المونتاج لاستخدامه في النشرات اللاحقة. اطلب من مذيع البث الحي أن ينتبه لكل ما يُقال أو يحدث، فربما تحول البث الحي إلى خبر عاجل إن صرح الرئيس الأمريكي مثلاً في خطاب حي أن بلاده قررت الانسحاب من العراق. تخيل أنك تنقل الخطاب و لم تنتبه لذلك و اختتمت النقل الحي بجملة عادية :"هكذا نقلنا لكم ..." كارثة أليس كذلك؟تلخيص ما يقال يجعلك قادراً على اتخاذ قرار في شأن تمديد البث أم قطعه لأن الموضوع تافه و لا يستحق. و كذلك يجعلك قادراً على معرفة كيفية إدارة الحوار مع المراسلين و الضيوف بعد انتهاء البث الحي.باختصار ظاهرة البث الحي جعلت من العمل الإخباري أكثر صعوبة من ناحية؛ إذ إنه أصبح آنياً، و أكثر سهولة من ناحية أخرى إذ إنك قد تتملص من عملية الشرح و التفسير الفورية لكثير من التفصيلات بأن تبث الحدث كاملاً حياً ثم تأخذ نفساً عميقاً لتلخيصه فلن يلومك المشاهد إن تأخرت في الشرح مادمت قد نقلت الخبر حياً.أهم ما في أمر إعداد النشرات الإخبارية و النقل العاجل أو الحي هو عدم نسيان الهدف... و الإجابة بتجرد و قسوة على السؤال الأساس: هل يهتم المشاهد بذلك أم لا؟

ليست هناك تعليقات: